اكتشف فريق من الباحثين بجامعة كاليفورنيا لونًا جديدًا لم يُسجّل من قبل في نطاق الإدراك البصري، أطلقوا عليه اسم “أولو” (Olo).
وجاء هذا الاكتشاف الثوري نتيجة تجارب دقيقة اعتمدت على تحفيز خلايا شبكية خاصة في شبكية العين باستخدام نبضات ليزرية موجهة.
واستخدم الباحثون تقنية ليزرية فائقة الدقة لتسليط نبضات ضوئية على خلايا مخروطية معينة، مما أدى إلى إثارة استجابة بصرية فريدة لم يسبق تسجيلها.
وقد شهد هذا اللون خمسة مشاركين فقط حتى الآن، جميعهم أبلغوا عن تجربة حسية مختلفة تمامًا عن أي لون معروف مثل الأحمر أو الأخضر أو الأزرق.
قال الدكتور ماركوس غارسيا، قائد فريق البحث بجامعة كاليفورنيا، إن ما رأيناه يتجاوز حدود الطيف اللوني التقليدي، ويُعيد تعريف الطريقة التي نفهم بها الرؤية البشرية”.
ويُعدّ هذا الإنجاز تقدّمًا كبيرًا في مجال علوم الأعصاب والإدراك البصري، إذ يفتح آفاقًا جديدة لدراسة آليات استقبال الضوء ومعالجته في الدماغ. كما يتيح فهمًا معمقًا لكيفية تكوين التجربة البصرية لدى الإنسان، وقد يسهم مستقبلاً في تطوير علاجات للاضطرابات البصرية أو تحسين تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز.
وبالرغم من النجاح الأولي، يقرّ العلماء بأن المرحلة التجريبية الأولى تقتصر على عدد محدود من الأشخاص، ويرون ضرورة توسيع نطاق الدراسة لتشمل شرائح عمرية وأعراقًا مختلفة للتأكد من شمولية نتائجهم. كما يعتزم الفريق البحثي استكشاف إمكانية تحفيز مناطق بصرية أخرى للوصول إلى ألوان إضافية لم تُرصد من قبل.
من جانبه، أكّد البروفيسور ليلى شكر الله، اختصاصية علم النفس العصبي بالمؤسسة، أن “اكتشاف لون جديد يبرز عمق التعقيد في منظومة الإدراك البشري، ويذكرنا بأن ما نراه هو نتاج عملية بيولوجية معقدة تتفاعل فيها عدة عوامل، من بينها التركيب الخلوي للشبكية والإشارات العصبية اللاحقة”.
تستعد جامعة كاليفورنيا لإطلاق سلسلة تجارب موسّعة خلال العام المقبل، تشمل تقنيات تصوير عصبي متقدمة لتوثيق مناطق الدماغ النشطة عند مشاهدة “أولو”، بالإضافة إلى تقييم التأثيرات النفسية والمعرفية لهذا التحفيز البصري الجديد.