النفط لا يطعم الفقراء: أين تذهب ثروات العراق ؟!

کاتب ٢ 7/05/2025 - 10:22 PM 89 مشاهدة
# #

في بلدٍ يمتلك واحدًا من أكبر احتياطات النفط في العالم، لا تزال مشاهد العوز والحاجة حاضرة بقوة في الشوارع والأحياء الشعبية. العراق، بثرواته الهائلة، يقف عاجزًا أمام معضلة الفقر التي باتت تمسّ حياة ملايين المواطنين، حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن أكثر من ربع السكان يعيشون تحت خط الفقر. ومع تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية، تتعمّق جذور هذه الظاهرة، لتتحول من مشكلة اجتماعية إلى تهديد حقيقي للاستقرار المجتمعي.

ووفقًا لتقرير صادر عن وزارة التخطيط العراقية عام 2024، بلغت نسبة الفقر نحو 25% على مستوى البلاد، مع تسجيل معدلات أعلى في المحافظات الجنوبية والمناطق المتضررة من النزاعات. ففي محافظة المثنى، على سبيل المثال، تجاوزت النسبة 50%، في مشهد يعكس حجم الفجوة الاقتصادية بين مناطق العراق المختلفة.

ويُعزى تفشي الفقر إلى عدة أسباب، أبرزها: البطالة المرتفعة بين فئة الشباب، غياب المشاريع التنموية، تردّي البنى التحتية، بالإضافة إلى الفساد المالي والإداري الذي التهم الموازنات العامة دون أن ينعكس على حياة المواطن البسيط. كما أن غياب استراتيجية واضحة لتوزيع الثروات أدى إلى حرمان شرائح واسعة من حقوقها الأساسية في التعليم والرعاية الصحية والسكن اللائق.

بابل الحضارة… في صدارة الفقر

في محافظة بابل، مهد الحضارة وأرض أول مسلّة للقوانين في العالم، أعلن وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع محافظ بابل عدنان فيحان، أن المحافظة تحتل المرتبة الثانية في معدلات الفقر على مستوى العراق.

وقد أثار هذا التصريح موجة غضب عارمة تجاه الحكومة وخطط رئيس الوزراء محمد شياع السوداني التنموية، لا سيّما مع إدراج بابل على لائحة التراث العالمي، ما يطرح تساؤلات حول أولويات التنمية وإدارة الثروات.

صوت الفقراء… صرخة في وجه الصمت

تقول “أم علي”، أرملة تقطن في أحد الأحياء العشوائية ببغداد، في حديث لـ”وكالة فيديو الإخبارية”:
“نعيش على ما تجود به يد الله. أطفالي تركوا المدرسة ليساعدوني في جمع العلب الفارغة من الشارع. لا أحد يسأل عنا، والحكومة لا ترانا.”

ورغم المبادرات الحكومية مثل شبكة الحماية الاجتماعية وتوزيع السلال الغذائية، يرى مختصون أن هذه الحلول مؤقتة وغير كافية، ما لم تُرافقها إصلاحات اقتصادية حقيقية تخلق فرص عمل وتنهض بالإنتاج المحلي.

أما “أم حسين”، أرملة وأم لأربعة أطفال، فتصف معاناتها قائلة لـ "وكالة فيديو الإخبارية" :
“بعد وفاة زوجي، لم يبقَ لي معين. أعتمد على راتب الرعاية الاجتماعية، لكنه يتأخر أحيانًا وأحيانًا لا يُصرف بالكامل. أضطر للعمل في تنظيف البيوت لتأمين مصاريف المدرسة والطعام.”

الفقر ليس مجرد أرقام… بل وجع يومي

إن الفقر في العراق ليس مجرّد أرقام في تقارير رسمية، بل هو قصة يومية يعيشها الملايين بصمت وألم. ومع تعاظم التحديات، تبقى الحاجة ملحة إلى وقفة جادة من الدولة والمجتمع لإنقاذ من غرقوا في مستنقع الحاجة، وتمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر عدلاً وإنصافًا.

حقوق الطبع والنشر © Video IQ