في واحدة من محازر التاريخ البشعة  اقدم تنظيم داعش الارهابي في الثاني عشر من حزيران من عام 2014، على ارتكاب واحدة من أبشع الصفحات الدامية حين اقتحم ارهابيوه  معسكر سبايكر قرب مدينة تكريت واستدرجوا الآلاف من خريجي الكلية الجوية العراقية وعودٌوهم بارجاعهم إلى بيوتهم بسلام لكنّ النهايات التي أعدّها الجلّادون كانت أبعد ما تكون عن الأمان.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام.

فقد استدرج التنظيم الارهابي أكثر من الاف الجنود الشباب من أتباع الـ البيت عليهم السلام وأجبروهم على الوقوف صفوفاً قبل أن يطلقوا النار عليهم النار دفعةً واحدة، ويسيل دمهم على أرض الصحراء الحارقة حيث تُقدّر أعداد الضحايا1700 جندي، بينهم شباب بالكاد ابتسموا للحياة، وحُرموا من مستقبلٍ كان ينتظرهم في سماءٍ بعيدةٍ عن الرصاص والقتل .
لم يكتفِ الارهابيون بإزهاق الأرواح بل ألقوا بجثث الشهداء في حفر جماعية وفي نهر دجلة الملطّخ بدمائهم؛ فكانت قالباً حاضراً لساعاتٍ طويلة قبل أن يلتقطها الصباح القاسي
ولأنّ الجروح لا تندمل إلا بإنصاف الضحايا، ظلّ أهالي الشهداء يطالبون بمحاكمة عادلة لكل من خطط ونفّذ هذه الجريمة البشعة، رغم أن طرق العدالة لا تزال بطيئةً ومثقلةً بالثغرات فثمّة ضميرٌ إنسانيٌّ ينزف مع كل ذكرى تُعقد وصلاةٌ لا تكتمل إلا باستعادة الكرامة والحقّ.
اليوم، وبعد أكثر من عقد على تلك المجزرة لا يزال العراق يحمل أحزان الشهداء في ثنايا الحزن والذكرى عائلاتٌ فقدت أبناءها قبل أن يبدأوا الحياة حقاً وسماءٌ لم تعد تأوي أحلاماً بريئة وأرضٌ اكتوت بدمٍ لم يجفّ حتى الآن بين ذكريات الدموع وأمنيات العدل ليبقى صوت السماء يرفض أن يُخمد لن ننساكم”