تتعرض منظومات الرادار والمراقبة الجوية في العراق إلى سلسلة هجمات نوعية ومتكررة تُنفذ عبر طائرات مسيّرة انتحارية وصواريخ كاتيوشا، ما يهدد قدرة البلاد على مراقبة أجوائها وحماية منشآتها العسكرية والمدنية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام.
وأعادت الهجمات التي شهدها العراق يوم الثلاثاء 24 حزيران/ يونيو الماضي، تسليط الضوء على الثغرات الخطيرة في منظومة الدفاع الجوي، وخصوصاً في بغداد، ذي قار، وكركوك، حيث سجلت عمليات استهداف مباشرة للرادارات وقواعد جوية حساسة.
الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء صباح النعمان، أكد في بيان صحفي تلقت وكالة ( فيديو الاخبارية ) نسخة منه ان مجموعة من الطائرات المسيّرة الصغيرة هاجمت عدة قواعد عسكرية، ما أدى إلى تدمير منظومتين راداريتين في معسكر التاجي شمالي بغداد وقاعدة الإمام علي في ذي قار دون تسجيل خسائر بشرية .
وأضاف أن القوات العراقية تمكنت من التصدي لأربع طائرات أخرى كانت تستهدف مواقع عسكرية مختلفة، وتم إسقاطها قبل أن تحقق أهدافها مشدداً على أن "هذه الأفعال الغادرة لن تمر دون عقاب .
من جهتها، أعلنت خلية الإعلام الأمني في بيان صحفي تلقت وكالة ( فيديو الاخبارية نسخة منه ) عن رصد طائرتين مسيرتين مجهولتي الهوية في سماء العاصمة، إحداهما قصفت راداراً لم يدخل الخدمة في معسكر التاجي، بينما سقطت الأخرى قرب مولد كهرباء.
وفي حادث منفصل، عُثر على حطام طائرة مسيرة في منطقة الرضوانية دون وقوع إصابات.
وفي ذي قار، أكد مصدر أمني ان الرادار المستهدف في قاعدة الإمام علي قد تم تدميره بالكامل علماً أنه سبق وأسقط طائرة استطلاع قبل أيام، مما يُرجح فرضية الاستهداف الانتقامي وجرى إرسال لجنة فنية من وزارة الدفاع للتحقيق وتقييم الأضرار .
وفي تطور خطير دخلت كركوك على خط الهجمات الجوية، حيث تتعرض منذ أيام إلى هجمات متكررة بطائرات مسيرة وصواريخ كاتيوشا.
ودعا رئيس الكتلة التركمانية النيابية أرشد الصالحي إلى فتح تحقيق عاجل في هذه الخروقات. وقال ما يتعرض له مطار كركوك المدني والعسكري من هجمات يمثل نذيراً خطيراً لحجم الخرق الأمني في المدين .
وأضاف الأخطر من ذلك أن لا أحد يعلم من أين تنطلق هذه المسيرات، ولماذا لا يتم رصدها رغم وجود الرادارات في المطار العسكري واصفاً ذلك بالمؤشر المقلق الذي يطرح علامات استفهام خطيرة.
وفي السياق ذاته اعلن مصدر امني سقوط طائرة مسيرة قرب شارع المطار بحي بدر جنوبي كركوك، مساء أمس الخميس، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية وصلت إلى الموقع وبدأت التحقيقات.
وأعلنت إدارة مطار كركوك الدولي، يوم الثلاثاء، الأول من تموز/ يوليو الجاري هبوط طائرة مدنية بأمان على مدرج المطار، مؤكدة استمرار حركة الملاحة الجوية بشكل طبيعي ومنتظم.
وقال مسؤول إعلام مطار كركوك، هردي الصالحي ان الطائرة هبطت بسلاسة تامة على المدرج، في تأكيد جديد على الجاهزية الكاملة لمرافق المطار وكفاءتها التشغيلية".
وكانت إدارة مطار كركوك الدولي، أعلنت في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، سقوط 3 مقذوفات مجهولة المصدر داخل حرم المطار، ما أسفر عن إصابة شخص واحد بجروح طفيفة، دون أن تتأثر منشآت المطار أو حركة الطيران.
وقالت الإدارة في بيان صحفي سقط مقذوفان في الجانب العسكري من المطار، بينما سقط مقذوف ثالث في الجانب المدني، ما أدى إلى اندلاع حريق محدود في الحشائش القريبة من البوابة المجاورة للجانب العسكري .
وأكدت إدارة المطار أن الحريق تمت السيطرة عليه بشكل سريع من قبل أبطال قسم الإطفاء التابع لمطار كركوك الدولي مشيرة إلى أن "المدرج لم يتعرض لأي ضرر، كما لم تُسجل أضرار في مرافق المطار أو مبانيه".
وأضاف البيان أن الاستجابة كانت سريعة من قبل قيادة عمليات كركوك والقطعات العسكرية المنتشرة في محيط المطار، حيث تم اتخاذ إجراءات تأمين إضافية، ولا يوجد أي تهديد مباشر في الوقت الحال .
ويمثل الرادار العسكري في مطار كركوك أحد أهم أدوات المراقبة الجوية شمالي البلاد، حيث يساهم في مراقبة الأجواء وتنظيم الملاحة الجوية، وتحديد مسارات الطائرات المتجهة إلى مطارات أربيل، السليمانية، وكركوك، وتنسيق الرحلات الجوية القادمة من دول الجوار والتي تسير رحلات يومية إلى العراق.
ويؤكد مراقبون أن استهداف كركوك يمثل ضرباً مباشراً لمنظومة السيطرة الجوية العراقية في الشمال، ما يتطلب استجابة عاجلة على المستويين العسكري والتقني
وتشير الحوادث المتكررة إلى أن العراق يواجه تهديداً صامتاً ومتصاعداً يطال عمق منظومته الأمنية الجوية.
الاستهدافات المتزامنة في بغداد والتصعيد في كركوك، تكشف ثغرات في الرصد والردع، وتتطلب خططاً عاجلة لتحصين الرادارات، وتوسيع نطاقات المراقبة الإلكترونية وتعزيز التنسيق الاستخباري.