أطلق العراق شراكة استراتيجية مع شركة سيمنز إنرجي الألمانية لتطوير منظومة الكهرباء وتعزيز الإنتاج بما يلبي الطلب المتزايد.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام.

وجاء المشروع ليضيف خمسة عشر ألف ميكاواط جديدة إلى الشبكة الوطنية في خطوة تهدف إلى نقل قطاع الطاقة من دائرة الأزمة إلى مسار الاستقرار.
ويحمل العقد رؤية عراقية واضحة لتعزيز أمن الطاقة عبر اعتماد التشغيل الاقتصادي بأعلى مردود وأقل كلفة.
تفاصيل
وضع مجلس الوزراء العراقي عقد شركة “سيمنز إنرجي” الألمانية على طاولة الإصلاح الكهربائي، وصادق على اتفاق تعاون استراتيجي يُوصف بأنه نقطة تحول في ملف الطاقة المتعثر منذ عقود، إذ تسعى الحكومة إلى تجاوز أزمات القطع والانقطاعات نحو استقرار مستدام يواكب الطلب المتزايد.
وارتبط الاتفاق ببرنامج حكومي يرفع سقف التطلعات بعدما تمكن العراق من تحقيق قفزة في إنتاج الكهرباء من 19 ألف ميكاواط عام 2022 إلى 28 ألف ميكاواط في 2025، فيما تدخل مشاريع بطاقة 15 ألف ميكاواط مراحل التنفيذ، على أن يضيف عقد “سيمنز” رقماً مماثلاً ليقفز الإنتاج الإجمالي إلى مستويات غير مسبوقة.
وتمثل الصفقة أكثر من مجرد عقد هندسي، إذ اعتبرتها رئاسة الوزراء شراكة استراتيجية ترسخ أمن الطاقة ضمن أولويات الدولة، وتؤسس لمعادلة جديدة تقوم على التشغيل الاقتصادي بأقل كلفة وأعلى مردود، في وقت تخوض فيه البلاد سباقاً مع الزمن لمجاراة حاجات الصناعة والاستهلاك المنزلي على حد سواء.
وخطا مجلس الوزراء خطوات إجرائية لتسريع التنفيذ، فخول وزير الكهرباء صلاحيات مباشرة بلا تعقيدات إدارية، وأدرج التخصيصات اللازمة في موازنة 2025، في إشارة واضحة إلى جدية الدولة في تحويل الاتفاق إلى واقع ملموس، بعيداً عن التعثرات التي رافقت عقود الطاقة في السابق.
وارتبط التوجه الحكومي أيضاً بمشاريع استثمارية جديدة لمحطات في الفاو وكركوك والنجف وأبو غريب واليوسفية، لتغدو هذه الخريطة المتنوعة من المشاريع بمثابة مسار متكامل نحو الاستقرار، يحمل رسالة سياسية واقتصادية بأن الكهرباء في العراق لم تعد عنوان أزمة، بل مشروع بناء وتنمية.
وكتب ناشطون على مواقع التواصل بأن “لحظة توقيع عقد سيمنز قد تكون اللحظة التي يطوي فيها العراق صفحة معاناته مع الصيف الحار والشتاء المظلم”، فيما علق آخرون بأن “الملف الذي طالما شكل معضلة في حياة الناس قد يتحول إلى قصة نجاح وطنية إذا ما التزمت الحكومة بخطواتها”.
وعلى وقع هذه التطلعات، يترقب الشارع العراقي الخطوة الأولى على الأرض، بينما يظل عقد “سيمنز إنرجي” عنواناً بارزاً لمرحلة جديدة يتقاطع فيها القرار السياسي مع الطموح الشعبي.