د. صلاح عبد الرزاق
٢٧ آب ٢٠٢٤
ثانياً: المجلس الأعلى الإسلامي
في 17 تشرين الثاني 1982 عقد السيد محمد باقر الحكيم (1939-2003) (١) مؤتمراً صحفياً في فندق الاستقلال (هيلتون سابقاً) أعلن فيه تأسيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وأنه هو الناطق الرسمي له. في بداية تشكيله كان المجلس الأعلى بمثابة جبهة أو مظلة للأحزاب الإسلامية العراقية. ولذلك ضم كل من حركة المجاهدين العراقيين بزعامة السيد عبد العزيز الحكيم (1950-2009) ، حزب الدعوة الإسلامية ، منظمة العمل الإسلامي ، الحركة الإسلامية الكردية، بالإضافة إلى شخصيات علمائية وإسلامية معروفة مثل الشيخ محمد مهدي الآصفي، السيد كاظم الحائري (1938- )، الشيخ محمد باقر الناصري (١٩٣١ - ٢٠٢٠)، السيد محمد تقي المدرسي (1945- ) ، الشيخ محمد تقي المولى، الشيخ حسين البشيري. وضم العرب والكرد والتركمان ، السنة والشيعة.
تتألف الهيئة العامة من 200-300 عضو يمثلون الشرائح العراقية، حسب الشروط الموضوعة لهم، ومن مسؤولياتها إقرار سياسات وخطوط عمل المجلس، وانتخاب اعضاء المنظمة المركزية ومراقبة نشاطاتها مع مكاتبها، وتعقد اجتماعاتها كل ستة أشهر، وللهيئة العامة رئاسة تتكون من رئيس وعشرة ونواب له.
الرئيس هو أعلى سلطة تنفيذية، وينتخب من قبل الأعضاء لدورة سنه كاملة، ومن صلاحياته تمثيل المجلس الأعلى في الامور السياسية المهمة ورئاسة الشورى المركزية، واصدار احكام تعيين مسؤولي المكاتب بعد عرضهم على الشورى المركزية وموافقتهم عليهم، واصدار احكام تعيين مسؤولي الاقسام في الوحدات التنفيذية كما أن من مسؤولياته الاشراف على الجهاز التنفيذي ومتابعة حسن تطبيق قرارات الشورى المركزية. ويخضع لرئاسة المجلس عدد من التشكيلات، منها: مكتب الامانة العامة، ومكتب الهيئة العامة، ومكتب المعلومات والإحصاء ومكتب العلاقات العامة.
ترأس المجلس السيد محمود الهاشمي الشاهرودي (١٩٤٨- ٢٠١٨) (أربع دورات: الأولى والثانية والرابعة والخامسة) ، وترأسه في الدورة الثالثة السيد علي الحائري (شقيق السيد كاظم الحائري)، ثم استلم الرئاسة السيد محمد باقر الحكيم من الدورة السادسة . وكان الدكتور إبراهيم الجعفري رئيساً للمكتب التنفيذي للمجلس. وبسبب وجود وجهات نظر مختلفة حول إدارة مقدرات ودوائر المجلس، وحرص على التمسك برئاسة المجلس، وتعيين الموظفين وميزانية المجلس حدثت خلافات بين الأطراف الممثلة في المجلس. وبدأ العلماء والشخصيات المعروفة تنسحب من المجلس أمثال السيد كاظم الحائري والشيخ محمد باقر الناصري . منذ نهاية الثمانينيات من القرن العشرين وحتى عام 2003 أصبح المجلس الأعلى منظمة تابعة للسيد محمد باقر الحكيم، ولم يعد جبهة إسلامية عراقية كما هو حين تأسيسه، لأن بقية الحركات والأحزاب والشخصيات السياسية والعلمائية قطعت علاقتها بالمجلس الأعلى.
بقي المجلس الأعلى يحظى بدعم ورعاية الحكومة الإيرانية مالياً ولوجستياً وسياسياً وإعلامياً. وكان السيد محمد باقر الحكيم يلتقي بالإمام الخميني وبقية العلماء والمسؤولين الإيرانيين كالسيد علي الخامنئي والشيخ هاشمي رفسنجاني وأئمة الجمعة في المحافظات الإيرانية.
كان للمجلس ممثليات خارج إيران في دمشق وبريطانيا والنمسا، تقوم بنشاطات سياسية وإعلامية، ويحضر مسؤولو الممثليات مؤتمرات المعارضة العراقية والندوات التي تقيمها دول أجنبية تخص القضية العراقية.
في عام 1998 في عهد الرئيس بيل كلنتون أصدر الكونغرس الأمريكي قانون تحرير العراق الذي نص على أنه (ينبغي أن تكون سياسة الولايات المتحدة دعم الجهود الرامية إلى إزالة النظام الذي يرأسه صدام حسين من السلطة في العراق). وقد سمّت الإدارة الأمريكية أربعة أحزاب عراقية مشمولة بالدعم المالي والتدريبي لقانون تحرير العراقي وهي: المؤتمر الوطني العراقي (أحمد الجلبي) ، الحزب الديمقراطي الكردستاني (مسعود البارزاني) ، الاتحاد الوطني الكردستاني (جلال الطالباني) و المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق (السيد محمد باقر الحكيم).
في البداية أعلن المجلس ترحيبه بشموله بالقانون وعده اعترافاً من الإدارة الأمريكية به كممثل للتيار الإسلامي والشعب العراقي. لكن الحكومة الإيرانية التي كانت في مرحلة عداء شديد مع واشنطن، رفضت العرض، وبالتالي اضطر المجلس الأعلى لتغيير موقفه تجاه واشنطن لينسجم مع الموقف الإيراني.
شارك المجلس الأعلى في مؤتمرات المعارضة العراقية ومنها مؤتمر لندن في كانون الأول 2002 الذي مهد لسقوط النظام الصدامي. وفي عام 2003 عاد السيد محمد باقر الحكيم إلى العراق وأعاد نشاط المجلس الأعلى في مكاتبه في بغداد والمحافظات، لكن اغتياله في 31 آب 2003 بعد خروجه من صلاة الجمعة في مرقد الإمام علي (ع) في النجف الأشرف أدى إلى خسارة واحد من شخصيات المعارضة العراقية الشجاعة والقوية. تولى بعده شقيقه السيد عبد العزيز الحكيم (1950-2009) رئاسة المجلس الأعلى، ثم رئاسة الائتلاف الوطني العراقي. وأصبح السيد عبد العزيز الحكيم عضواً في مجلس الحكم الانتقالي، ثم عضواً في الجمعية والوطنية والبرلمان العراقي حتى وفاته في طهران بتاريخ 26 آب 2009 بعد إصابته بسرطان الرئة.
وشارك المجلس الأعلى في الانتخابات المحلية والنيابية ، وحقق فوزاً كبيراً في انتخابات مجالس المحافظات عام 2005 حيث حصل على منصب المحافظ في بغداد وذي قار وبابل والنجف والديوانية والسماوة. لكنه خسر خسارة كبيرة في انتخابات عام 2009 ، وتقلص عدد مقاعده في مجالس المحافظات إلى أدنى مستوى. ففي بغداد كان عدد مقاعده 26 مقعداً عام 2005 نزل على 3 مقاعد عام 2009 . وفي دورة مجالس المحافظات 2013-2017 تعرض المجلس الأعلى إلى نكستين ، الأولى في محافظة واسط حيث أقيل محافظها عام 2015. والأخرى في البصرة عندما هرب محافظها بعد اتهامه بملفات فساد في آب 2017.
وعلى الصعيد البرلماني فقد خسر المجلس الأعلى كثيراً في انتخابات 2010 لكنه حقق فوزاً عام 2014 حيث حصل على 30 مقعداً.
عل الصعيد الحكومي استلم المجلس الأعلى عدة مناصب وزارية وهيئات مستقلة مثل وزارات الاسكان، الداخلية، الشباب والرياضة، البلديات، النقل، المالية، النفط، ديوان الوقف الشيعي وهيئة الحج والعمرة. كما شغل منصب نائب رئيس الجمهورية من قبل السيد عادل عبد المهدي (2006-2010) و (2010-2011) ، وشغل الشيخ همام حمودي منصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب عام 2014 . في عام ٢٠١٨ تولى السيد عادل عبد المهدي رئاسة الوزراء لكنه اضطر للاستقالة بعد عام واحد بعد تصاعد تظاهرات تشرين عام ٢٠١٩.
بعد وفاة السيد عبد العزيز الحكيم استلم ولده السيد عمار الحكيم (1971- ) (٢) رئاسة المجلس الأعلى. قام بتأسيس مؤسسة شهيد المحراب وكتلة المواطن النيابية التي شاركت في الانتخابات المحلية والنيابية. وأهم شخصيات المجلس الأعلى هم السيد عادل عبد المهدي والشيخ همام حمودي وباقر جبر الزبيدي وجلال الدين الصغير وصدر الدين القبانجي.
وكان المجلس الأعلى قد واجه مشكلة الانقسام عندما انفصلت منظمة بدر عام 201٢ عن المجلس الأعلى ، وانضمت إلى دولة القانون فدخلت معها في انتخابات 2013 المحلية و2014 البرلمانية.
ثالثاً: تيار الحكمة الوطني
بسبب تزايد تأثير جيل الشباب الذي ينتمي إليه السيد عمار الحكيم واستمرار معارضة الشخصيات المؤسسة للمجلس الأعلى لسياسة ومواقف السيد عمار الحكيم، فقرر مغادرة المجلس الأعلى وتأسيس (تيار الحكمة الوطني) في 23 تموز 2017 . فيما انتخب المجلس الأعلى الشيخ همام حمودي رئيساً له.
في 24 تموز 2017 أعلن رئيس المجلس الأعلى السابق السيد عمار الحكيم عن تأسيس تيار الحكمة الوطني ، منفصلاً عن المجلس الأعلى الذي سرعان ما أعادة تنظيم مكاتبه السياسية والتنظيمية والاعلامية ، واختيار الشيخ همام حمودي رئيساً له. بعد انفصال السيد عمار الحكيم عن المجلس حدثت مشكلة تقسيم العقارات والأموال بين المجلس الأعلى وتيار الحكمة الوطني ، وتم تشكيل لجان تتولى تقسيم ممتلكات المجلس الأعلى.
يُعد تيار الحكمة الوطني أحدث أحزاب الاسلام السياسي الشيعي حيث أعلن السيد عمار الحكيم عن تأسيسه في 24 تموز 2017. ويرى مراقبون أن السيد عمار الحكيم ومعه مجموعة من الشباب لم يكن لينسجم مع المجلس الأعلى الذي تسيطر عليه قيادة تقليدية ما زالت تعيش ارث المجلس وعلاقاته . وبدلاً من استمرار الصراع في الأفكار والمواقف والتصادم المتوقع آثر السيد الحكيم مغادرة المجلس الأعلى وتركه للحرس القديم. كان تيار الحكمة قرابة (20) مقعداً برلمانياً عند تأسيسه، وله حضور سياسي كبير وعلاقات سياسية وثيقة مع الكتل السياسية.
سمات تيار الحكمة
• المبدأية: يؤمن بالانفتاح على جميع مكونات الشعب العراقي.
• الوطنية : يلتزم بحقوق جميع المكونات وخطابنا يقوم على اساس المواطنة.
• التاريخية : لدية تاريخ عريق، ولا تبنى مواقفة على احداث طارئة، لهذا يحافظ التيار على تقريب النزيه وابعاد الفاسدين.
• الاستقلالية : هو تيار مستقل في قرارة ، وشعاره للعراق ننتمي و العراق اولاً.
• الشبابية : يؤمن تيار الحكمة هو تيار الشباب، ويعمل على تمكينهم للتأثير بالقرار السياسي.
• تمكين المرأة : هي نصف المجتمع و تربي النصف الآخر، هي الأم و الاخت و الزوجة و البنت، وقد ضحت كثيراً.
• الواقعية : يحلل الاحداث ويحاول ان يصل الى حلول تنسجم مع الواقع لتخليص الوطن والشعب من التحديات.
• الوسطية : يمسك العصا من الوسط بقوة، فالاعتدال ليس ضعفاً، وكل الانتصارات اثبتت حسن مشروع تيار الحكمة الوطني .
• التجديد : يهدف الى يقدم شيء جديد دائماً، ويحاول استثمار الابداع.
• التربية والتنشئة الصحيحة : ليس تياراً سياسياً فقط، بل هو يؤمن بتطوير المجتمع.
• الوحدة : لا يسمح بالتقاطع مع ضرورة الاحتفاظ بحرية التعبير عن الآراء بإيجابية.
• الشفافية ومكافحة الفساد : يجب ان لا يُستدرج رجال التيار الى مغريات الدنيا، ويدقق و يضرب بيد من حديد على من تثبت الشبهة عليه..
• الانفتاح : فهو مبدأ و قيمة ثقافية، كل من يؤمن بالدستور و العملية السياسية يدة مفتوحة له، يحترم النخب والعشائر والمنظمات والاعلاميين وكل من لا يعادي العراق.
• الحلول السلمية : يعتقد ان المنهج الاسلامي هو الحوار، "ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، هذا هو الخطاب القرآني..
• المؤسساتية : يعمل مع الجميع على تطوير تيار الحكمة لينافس اقوى المؤسسات السياسية في العالم..
• اللامركزية : يؤمن بتوزيع الادوار، لهذا يعطي الصلاحيات للأمناء ايماناً بضرورة تفعيل المحافظات.
• الميدانية : هو تيار شعبي ويجب ان يعمل بشكل كبير على تقديم الخدمة لهم.
• التميز الابداع النجاح : هذه الثلاثية المهمة سر نجاحنا، ومن يريد ان يمثل تيار الحكمة عليه ان يكون مميزاً و مبدعاً و ناجحاً.
• الخدمة : من يريد ان يدخل الجنة عليه ان يخدم الناس، ومن يريد ان يدخل التاريخ عليه ان يخدم الناس. (٣)
لقناة الحكمة قناة (الفرات) التي تعكس مواقفه ونشاطات أعضائه . كما حافظ تيار الحكمة على أغلب الأبنية والممتلكات التي كانت تحت سلطة المجلس الأعلى. وبرز أبر قياداته من الشباب أمثل السيد محسن الحكيم شقيق السيد عمار ، وفادي الشمري مستشار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والسيد رعد الحيدري ومحمد حسام الحسيني مسؤول العلاقات وأحمد الفتلاوي رئيس الهيئة التنسيقية للمحافظات وغيرهم. وللتيار فروعه في المحافظات ومكتب سياسي ، وأعلامي وعلاقات عامة وتنظيمي ، ورياضي وتربوي وشبابي ونسوي.
رابعاً: منظمة بدر
تأسست عام 1983 في إيران ، وكانت في الأصل (لواء 9 بدر). وقد أشرف على تأسيسها السيد محمد باقر الحكيم لتكون الجناح العسكري للمجلس الأعلى الذي يتزعمه الحكيم. وتعد منظمة بدر الأكثر تنظيماً وعدداً للمعارضة الشيعية إبان نظام صدام. وقد أشرف الحرس الثوري الإيراني على تدريبها وتسليحها ، وتضم قيادات من ضباط الجيش السابق وأسرى الحرب العراقية-الإيرانية الذين أعلنوا توبتهم ، وانخراطهم ضمن القوة العسكرية العراقية في إيران. كما ضمت مجاهدين متطوعين جاءوا من العراق وسوريا وإيران ، إضافة إلى معارضين لنظام صدام وفيهم ضباط ومراتب مدربين.
ومنذ ذلك الوقت؛ تم إدراج الوحدة العسكرية ضمن المخطط التنظيمي للمجلس الأعلى. وكانت هذه الوحدة مسؤولة عن تنظيم قوات المتطوعين العراقيين، وكذلك بعض العراقيين المسجونين سابقاً لدى النظام في العراق ، والذين كانوا على استعداد للقتال ضد نظام صدام. واستقر هؤلاء الأشخاص في مناطق من شمال العراق وشمال البصرة. وبدأوا عمليات هجومية داخل الأراضي العراقية. كان فيلق بدر في البداية مجرد كتيبة، وبعد استعداد و تجهيز قواته أصبح لواء، ومن ثم صار جيشا، وأخيراً بعد حرب الخليج الثانية وتحرير الكويت، أمسى فيلقاً. ولدى فيلق بدر قواعد يتم فيها تدريب القوات العراقية. وظهر فيلق بدر فعالاً للغاية خلال انتفاضة شهر شعبان عام١٩٩١ ، ووصلت يد المبادرة التي اتخذها إلى مناطق العتبات المقدسة، وخاصة مدينتي كربلاء والنجف وكذلك البصرة.
وفي عام ٢٠٠٣ بعد انهيار نظام البعث وعودة المجلس الأعلى إلى العراق، تم تغيير اسم فيلق بدر إلى منظمة بدر. كان نشاط المنظمة ذا طابع سياسي واجتماعي غالباً. ثم في عام ٢٠١٢ انفصلت منظمة بدر عن المجلس الأعلى وواصلت نشاطها كمنظمة مستقلة. وبعد هجوم داعش على العراق، أرسلت منظمة بدر قواتها إلى الجبهات باسم الحشد الشعبي وشاركت في العديد من العمليات المهمة. وقد كان السيد هادي العامري يشارك في قتال داعش حتى تحرير الموصل.
بعد سقوط النظام عقدت المنظمة مؤتمرها الأول في النجف الأشرف برئاسة السيد محمد باقر الحكيم حيث أعلنت أنها ستتخلى عن العمل العسكري ، وتتحول إلى منظمة سياسية تشارك في العملية السياسية والنظام الديمقراطي الجديد. لم يكن ذلك واقعياً لأن المنظمة زجت الكثير من عناصرها في الوزارات الأمنية، لكنها حافظت على تشكيلاتها وتنظيمها . إذ افتتحت مكاتب لها في المدن العراقية ، وعينت مدراء ومساعدين، إضافة إلى أنها حافظت وزادت من تسليحها . الأمر الذي رفع مستوى تأثيرها ونفوذها في الشارع العراقي. للمنظمة قيادة ومجلس شورى ومكتب سياسي ومكاتب إعلامية وتنظيمية وعسكرية.
شاركت بدر في الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجالس المحافظات عام 2005 . ودخل خمسة عشر عضواً تابعة للمنظمة في أول برلمان عراقي، ثم في انتخابات 2010 و 2014 . وشغل بعض أعضاء المنظمة مناصب حكومية عليا كالوزراء والوكلاء والمدراء العامين ، وكذلك في المحافظات. في انتخابات عام ٢٠١٨ حصل تحالف الفتح الذي يضم منظمة بدر وعصائب أهل الحق وكتل شيعية أخرى حصل على ٥٤ مقعداً وكان ضمن تحالف الإصلاح والبناء. وفي انتخابات ٢٠٢١ انخفض عدد المقاعد إلى بضعة عشرة مقعداً ، لكن انسحاب نواب التيار الصدري رفع عدد المقاعد بصعود المرشحين الاحتياط.
يرأس المنظمة السيد هادي فرحان العامري(١٩٥٤- ) (٤) منذ تأسيسها . وقد انتخب عدة مرات نائباً عن محافظة ديالى. وفي حكومة المالكي الثانية (2010-2014) شغل منصب وزير النقل. انضمت بدر إلى ائتلاف دولة القانون عام 2013 في انتخابات مجالس المحافظات. وفي الانتخابات البرلمانية عام 2014 حصلت على 22 مقعداً. وشغلت المنظمة وزارات البلديات والاتصالات وحقوق الإنسان والداخلية. كما شغلت منصب محافظ ديالى لفترة طويلة.
تلتزم بدر بتوجيهات القيادة الإيرانية وخاصة الولي الفقيه السيد علي الخامنئي والقائد العسكري قاسم سليماني. ومنذ تأسيس الحشد الشعبي وحتى قبل تأسيسه ، شاركت قوات بدر في عمليات التصدي لتنظيم داعش في أطراف بغداد وجرف الصخر. كما شاركت في عمليات تحرير الرمادي والفلوجة وبيجي، ومن ثم جبهة تلعفر في الموصل. وقدموا الكثير من الشهداء والجرحى.
لمنظمة بدر قناة فضائية هي قناة (الغدير) تنقل نشاطاتها وبياناتها وأخبارها.
رابعاً: حزب الدعوة - تنظيم العراق
تأسس تنظيم العراق عام 2001 بعد حدوث انشقاق عن حزب الدعوة الإسلامية عندما انفصل السيد هاشم الموسوي (1939-2016) أبو عقيل (٥) وهو باحث وكاتب ومنظّر، و د. خضير الخزاعي (١٩٤٨- ) (٦)، عبد الكريم العنزي وآخرون ، وأسسوا تنظيماً جديداً في إيران أسموه (حزب الدعوة الإسلامية – تنظيم العراق). وبعد سقوط النظام عام 2003 برز دور تنظيم العراق بشكل واضح من خلال مكاتبه التي انتشرت في بغداد والمحافظات وشخصياته التي دخلت مجلس النواب أو حصلت على مواقع وزراء أو نائب رئيس الجمهورية.
رغم انشقاقه عن حزب الدعوة الاسلامية (المقر العام) لكن علاقة تنظيم العراق بقيت علاقة طيبة ووقوية معه. كما ساند تنظيم العراق حزب الدعوة الإسلامية في أغلب المواقف والقضايا السياسية بدءً من الجمعية الوطنية والائتلاف العراقي الموحد عندما صوّت لصالح مرشح حزب الدعوة ابراهيم الجعفري لمنصب رئاسة الوزراء عام 2006 . وفي عام 2009 انضم تنظيم العراق إلى ائتلاف دولة القانون الذي أسسه السيد نوري المالكي، وشاركا في انتخابات مجالس المحافظات ومجلس النواب سوية.
لتنظيم العراق جريدة (الدعوة) وقناة المسار الأولى اللتين تنشران بيانات ومواقف ونشاطات أعضاء التنظيم. ولدى الحزب تنظيم عسكري تطوع في الحرب على داعش وقدم الشهداء.
في 10 أيلول 2017 أصدرت المحكمة الاتحادية قراراً بمنع استخدام اسم (حزب الدعوة الإسلامية) من قبل تنظيم العراق وكذلك تنظيم الداخل ، الذي يتزعمه عبد الكريم العنزي. وطلبت من مفوضية الانتخابات بشطب تسجيل هذين الحزبين . وجاء في القرار أن التشابه في الأسماء يدعو إلى الخلط والغلط في التمييز بينهما بالنسبة للناخب العادي.
في 6 كانون الأول 2017 أعلن تنظيم العراق عن اسمه الجديد وهو (دعاة الاسلام/ تنظيم الداخل) وحصل على إجازة تأسيس من قبل دائرة الأحزاب السياسية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
الجدير بالذكر أن محمد شياع السوداني كان ينتمي لتنظيم العراق وحصل على مناصبه الوزارية (وزارة حقوق الانسان ، وزارة العمل) لأنها من حصة حزبه. وقبل الانتخابات النيابية عام ٢٠٢١ أعلن السوداني استقالته من تنظيم العراق ، وأسس حزب (تيار الفراتين).
الهوامش
١-ولد السيد محمد باقر بن السيد محسن الحكيم المرجع الشيعي الأعلى للفترة (١٩٤٦-١٩٧٠) في النجف الأشرف عام ١٩٣٩. وبعد إكمال دراسته في الحوزة العلمية انتقل عام ١٩٦٤ إلى بغداد ليكون مدرساً لمادة علوم القرآن في كلية أصول الدين بالكرادة الشرقية التي أسسها آية الله السيد مرتضى العسكري. في عام ١٩٧٩ غادر العراق إلى سوريا ثم انتقل إلى طهران ليقود المجلس الإسلامي الأعلى الذي تأسس عام ١٩٨٢. كان للمجلس دور هام في المعارضة العراقية ضد نظام صدام. ورغم إعدام ٢٦ فرداً من عائلته لكنه بقي معارضاً شرساً لصدام. بعد سقوط النظام عاد إلى النجف الأشرف في ١٢ مايس ٢٠٠٣ ، وأقام صلاة الجمعة في الصحن العلوي. في ٣١ آب ٢٠٠٣ استشهد في انفجار سيارة مفخخة بعد خروجه من أداء الصلاة في أول جمعة من شهر رجب ١٤٢٤ هـ.
٢- ولد السيد عمار ابن السيد عبد العزيز الحكيم عام 1971 في النجف الأشرف، وهو حفيد المرجع الديني السيد محسن الحكيم. في عام 1979 غادر العراق برفقة والده وعمه السيد محمد باقر الحكيم ( 1939- 2003). درس في طهران ثم تخرج من الجامعة الاسلامية بمدينة قم ، وحاصل على شهادة القانون. ترأس المجلس الأعلى العراقي بعد وفاة والده (1950-2009) . وحتى عام 2017 حيث خرج منه وأسس تيار الحكمة الوطني.
٣- المصدر موسوعة ويكيبيديا مادة (تيار الحكمة الوطني)
٤- ولد الحاج هادي حسن فرحان العامري عام ١٩٧٤ في محافظة ديالى . أكمل كلية العلوم في جامعة بغداد . انتمى لجماعة (جند الامام) في سوريا ، ثم هاجر إلى إيران وانخرط بالمجلس الأعلى وصار قائداً لفيلق بدر. عاد إلى العراق بعد سقوط النظام وتزعم منظمة بدر الجناح السياسي مع احتفاظه بالجناح العسكري لمنظمته. صار نائباً في البرلمان العراقي ثم وزيراً للنقل في حكومة المالكي الثانية ٢٠١٠-٢٠١٤ . انفصل عن المجلس الأعلى وانضم لدولة القانون ثم غادرها عام ٢٠١٨ ليشكل تحالف الفتح.
٥- ولد السيد هاشم الموسوي في البصرة عام 1939 . أكمل دراسته في معهد المعلمين وهناك انضم إلى حزب الدعوة الإسلامية عام 1959 ، فكان أول داعية في البصرة. تولى قيادة تنظيمات حزب الدعوة في العراق بعد اعتقال الشيخ عارف البصري عام 1974 . اضطر لمغادرة العراق عام 1975 بسبب ملاحقة النظام له. ويعد واحداً من منظّري حزب الدعوة إضافة إلى السيد محمد باقر الصدر وعبد الصاحب دخيل ومحمد هادي السبيتي وعارف البصري والشيخ محمد مهدي الآصفي وعزالدين سليم. وقد ترك قرابة (70) مؤلفاُ في الفكر والعقيدة الاسلامية منها (تفسير القرآن الكريم ) و (التشيع نشوؤه ومعالمه) و (النظام الاجتماعي في الاسلام) ، (أهل البيت في القرآن) ، (منهج الفقه الإسلامي) ، (الثقافة السياسية الاسلامية). توفي في طهران في 14 تشرين الأول 2016 اثر مرض عضال.
٦- ولد خضير موسى جعفر الخزاعي في مدينة العمارة . حاصل على شهادة الماجستير في اللغة العربية من مصر ، شهادتي الدكتوراه احداهما في علوم القرآن ، وأخرى في التفسير من الهند. عمل في جامعة العلامة الطباطبائي بايران قبل ٢٠٠٣ . في عام ٢٠٠٠ هاجر الى كندا ثم عاد بعد سقوط النظام. شغل منصب نائب في البرلمان ووزيراً للتربية في حكومة المالكي ثم نائب رئيس الجمهورية عام ٢٠١٠ – ٢٠١٤ .