وسط ضغوط أمريكية متزايدة، وافقت قطر في الأسابيع الأخيرة على مطالبة
كبار قادة حركة حماس بمغادرة أراضيها بناء على طلب من الولايات المتحدة للقيام
بذلك، في المقابل ما يزال الموقف الإيراني، السياسي والشعبي والعملي، مدافعًا عن
القضية الفلسطينية وداعمًا لقوى المقاومة والتحرير داخل فلسطين وخارجها.
وعلى مدار مسار الحرب والمفاوضات لإعادة الرهائن إلى الكيان الصهيوني،
طلب المسؤولون الأمريكيون من قطر استخدام التهديد بـ"الطرد" كوسيلة ضغط
في محادثاتهم مع حماس، ليبقى السؤال القائم عن ما إذا كانت قطر قد
"باعت" حماس مقابل صفقات سياسية مشبوهة.
والهدف هو إجبار المقاومة الإسلامية حماس على العودة إلى طاولة
المفاوضات للموافقة على قيود جديدة يتحكم بها الكيان الصهيوني.
وفي تسليط الضوء على ذلك يقول الباحث في الشأن الإيراني محمد
الياسري، في تصريح خاص لوكالة "فيديو الإخبارية" إن "قطر اتخدت دور
الوسيط في الصراع بين محمور المقاومة والكيان الصهيوني مع تقديم المساعدة لحركة
حماس خلال المسار التفاوضي، مبينًا أن قطر "تعرضت الى ضغوط من الجانب
الامريكي لتحييد حركة حماس خلال المفاوضات باعتبار انه قامت على اساس التصدي
ومواجهة الكيان الصهيوني".
الياسري يضيف أن "الدول العربية تخلت عن القضية الفلسطينية
واختارت طريق التطبيع مع الكيان الصهيوني منذ العم 1978 باتفاقية كامب ديفيد الذي
بدأت فيه مصر ثم الاردن ومن ثم السقطة الكبيرة التي وقعت فيها منظمة التحرير
الفلسطينية في اتفاق اوسلو ومن ثم الطريق الذي انتهجته الدول الخليجية التي اعتبرت
ان الكيان الصهيوني دولة".
ويؤكد أن "الدور المهم الان هو الذي تقوم به الجمهورية
الاسلامية منذ عام 1979 وبعد انتصار الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني والتي
قامت بطرد سفير الكيان الصهيوني من اراضيها واعترافها بسفارة فلسطين في طهران، اعتبرت
القضية الفلسطينية هي قضية الاسلام الكبرى وقامت بدعم كل حركات التحرر سواء في
فلسطين والمستضفين في العالم ومن اجل ذلك قدمت كل مالديها من امكانيات وقادة
وعلماء ومفكرين الذين انصهروا في هذا المشروع".
من جانبه يؤكد المحلل السياسي، علي فضل الله، أن "عموم الدول
العربية وعلى وجه الخصوص الخليجية منها تخلت عن القضية الفلسيطينية فلن نستغرب من
تخلي قطر عن حركة حماس وترحيل قيادات الحركة".
ولفت إلى أن "ايران لا تجزء القضايا المصيرية بل تتعامل على
انهاء جزء مكمل لمصير الامة وبالتالي القضية الفلسطينية تعد قضية استراتيجية
وعقائدية لايران وقد ضحت بقيادات عظماء من اجل هذه القضية بالاضافة الى الخسائر
المادية التي تضررت منها ايران جراء دعمها لعموم محور المقاومة وتحديدا لفصائل
المقاومة الفلسطينية".
ويضيف فضل الله، أن "إيران تعمل على صناعة امة اسلامية تسطيع ان
تواجه قوى الاستكبار العالمي مستقبلا".
وتابع، قائلاً: "قادة الانظمة السياسية العربية يعتقدون ان
الاتفاق مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني هو استمرار بقائهم في الحكم وعندما
يكون هذا التفكير راسخ من قبل هؤلاء القادة قطعا لن نرى ارادة عربية تواجه الكيون
الصهيوني بل تعمل على كسب رضاه".
ونوه إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر عرابة التطبيع
في المنطقة من أجل صناعة شرق اوسط جديد قائم على وجود الكيان الصهيوني".