حوّلت الولايات المتحدة زعيم "هيئة تحرير الشام" المدعو أبو محمد الجولاني، من أمير لتنظيم داعش الإرهابي مطلوب للانتربول الدولي ورصدت جائزة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، إلى شخصية سياسية يتم تسويقها على أنها "شريك محتمل" للمستقبل السياسي في سوريا.
واستغلت واشنطن نفوذها الإعلامي والسياسي في تقديم الجولاني بثوب جديد، بعيداً عن ماضيه المرتبط بالتطرف والإرهاب. وخلال السنوات الأخيرة، لعبت واشنطن دور "الحلاق الماهر"، حيث سعت لتغيير صورته أمام الرأي العام، مع التركيز على مظهره وإطلالاته في وسائل الإعلام الغربية، بينما تجاهلت سجله الإرهابي الحافل بجرائم ضد المدنيين والجرائم الدولية.
وتثير هذه الخطوات تساؤلات حول الدور الأميركي في دعم الإرهاب وإعادة توظيف قياداته لتحقيق أهداف جيوسياسية. إذ يصف مراقبون هذا السلوك بأنه تناقض صارخ يعكس ازدواجية المعايير، حيث تحول المطلوب دولياً إلى شخصية مرغوبة تدعو الولايات المتحدة إلى التعامل معها ضمن خطة لتحديد مستقبل سوريا.
وعلى الرغم من التجميل الظاهري، يشكك كثيرون في مصداقية هذا التحول المزعوم، ويؤكدون أن مثل هذه السياسات قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات وتعزيز وجود الجماعات المتطرفة في المنطقة.