|إيـــاد الإمـــارة|
كتب لي صديقي الإفتراضي من مصر كلمات باللهجة المصرية طالباً مني الإجابة عليها، فأجبته بتفصيل سأورده بعد أن عدلت قليلاً على الرسالة المصرية الجميلة.
(الرسالة المصرية بتصرف)
«ماذا تضع امريكا ومن قبلها بريطانيا من خطط السيطرة على منطقة غرب آسيا .. وتعمل وتنفق على تفكيك دولها وافقارها واهلاكها؟
بينما نحن مستسلمون ..
لقد اخترقوا كل شئ:
العقول..
الوعي ..
الدين ..
الدول على الأرض ..
لقد شهدنا في ربع قرن ذوبان منطقة الشام بدولها
كما تذوب قطعة السكر في الشاي
وقامت القواعد العسكرية الاجنبية
في منطقة الخليج
ومذابح وانتهاكات
وخيانات
واضاليل
حتي الدين يا سادة يا كرام استخدموه في هذه الحرب، لقد جعلوا منه حصان طروادة والبسوه عمامة وقلنسوة
واستخدموا الفن و السوشيال
حتي افلام الأطفال واللعب
والازياء والاكل والالعاب
لقد شوهوا كل شيء حتى فطرة الله التي فطر الناس عليها ..
وحروب من كل نوع وشكل
واستخدموا فيها كل المسالك
وكل الطرق الممكنة والتي لا تخطر على بال
ثم ماذا بعد
كيف سنواجه كل موجات الشر والموجات المتلاحقة
من الظلمات السوداء
اي نور وضياء تحتاجه تلك "المقاومة"
لدفع هذا الطوفان المظلم والسادر في غيه وضلاله
مخطط طويل الأمد عبر قرون
تتسلمه أجيال من بعد أجيال
وكأنه صراع لا ينتهي إلا بقيامة القيامة
وكل جيل ينزل يلعب دوره ويسلمه لمن يأتي من بعده
ثم ماذا بعد؟»
(وهذا ردي على الرسالة المصرية المملحة):
ما ذكرته يُـعبر عن تساؤلات محورية وأسئلة وجودية تُواجه الأمة الإسلامية بأكملها وليست الأمة العربية لوحدها، وهي تساؤلات ترتكز على الوعي بالمخططات الأمريكية والصهيونية الطويلة الأمد التي تهدف إلى:
- السيطرة.
- والتفكيك.
- والاستنزاف.
ولا شك أن هذا الواقع المعقد يتطلب نظرة شاملة ومعمقة لمعرفة سبل المواجهة، وليس مجرد الوقوف عند استعراض المشكلات.
الواقع الذي نعيشه في منطقة شمال أفريقيا وغرب آسيا:
1. الاستهداف الشامل:
ما يحدث ليس صدفة، بل هو نتيجة لخطط استراتيجية إستعمارية "أمريكية/صهيونية" تمتد لعقود، تهدف إلى تفكيك المنطقة، ونهب ثرواتها، والسيطرة على عقول شعوبها.
2. الأدوات المستخدمة:
• السيطرة على العقول والوعي: الإعلام، التعليم، الفن، وحتى التكنولوجيا، أدوات تم توظيفها لتشكيل عقول الأجيال وطمس هويتهم الإسلامية الحقيقية.
• استغلال الدين: الدين تم تحويله إلى أداة للإرهاب "دين الدواعش"، للفرقة والاقتتال الداخلي بدل أن يكون عنصر توحيد ونهضة.
• القوة الناعمة: استخدام المنتجات الثقافية، الأفلام، الألعاب، وحتى الطعام والأزياء، لتغيير القيم والمفاهيم.
3. المخططات العسكرية والسياسية: القواعد العسكرية الأمريكية والإحتلال التركي والتعديات الصهيونية الإرهابية التي لم تتوقف عند حدود فلسطين، الاتفاقيات الظالمة، الحروب الأهلية المفتعلة، والانتهاكات المباشرة، أكذوبة الربيع العربي والإنقلابات التي شهدتها أنظمة عربية لم تكن بعيده عن الإستعمار نفسه، كلها أدوات للقضاء على استقلالية القرار العربي والإسلامي وزعزعته وعدم تمكينه ليكون لصالح الشعوب نفسها.
المواجهة:
رغم الظلام الذي ذكرته كله، فإن النور لا يزال ممكناً، ولكنه يتطلب خطة طويلة الأمد، تماماً كالمخططات التي تواجهنا.
1. الوعي والتثقيف:
• إحياء الهوية: يجب إعادة بناء الوعي الجمعي للأمة بدينها الإسلام المحمدي الأصيل وبقيمها الأخلاقية السامية عبر التعليم الصحيح والإعلام المستقل.
• معرفة العدو: فهم خطط الأعداء وأهدافهم يسهم في بناء استراتيجيات مضادة.
2. توحيد الصفوف:
• نبذ الفرقة: التخلي عن الخطابات المذهبية والقومية الضيقة، والتركيز على المصالح المشتركة.
• تعزيز التضامن: بناء تحالفات سياسية واقتصادية بين الدول المتضررة، خاصة دول العالم الإسلامي.
3. التطوير الذاتي:
• الاقتصاد: الاعتماد على الذات اقتصادياً، بدلاً من الاستمرار في الاعتماد على القوى الخارجية.
• التكنولوجيا: تطوير تكنولوجيا محلية تقلل من الهيمنة الأجنبية.
• التعليم: إصلاح منظومة التعليم لتكون أداة بناء وليست أداة تجهيل.
4. استغلال الدين الصحيح:
• دين التوحيد السماوي المحمدي الأصيل لا دين الموت والتكفير والتفريق: الدين الحقيقي الذي يوحد القلوب ويحارب الظلم والفساد.
• القيم الأخلاقية: إعادة زرع القيم المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف لتكون أساساً لمواجهة الفساد الأخلاقي والفكري.
5. إرادة سياسية مستقلة:
لا يمكن مواجهة المخططات دون قيادات سياسية تمتلك الإرادة الحقيقية للعمل لمصلحة شعوبها، بعيداً عن:
- مشاعر الهزيمة الداخلية.
- التناحر الداخلي غير المُـثمر.
- التبعية للأفكار والضغوطات الخارجية الدخيلة.
ثم ماذا بعد؟