أكد المحلل السياسي اللبناني رياض عايد،
اليوم الخميس، أن انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية يمثل خطوة مهمة نحو انتشال
لبنان من الأزمات المتعددة التي تعصف به.
وقال عايد في تصريح صحفي خاص لـ "وكالة
فيديو الإخبارية" إن "هذا الانتخاب يُعد إنجازًا دستوريًا كبيرًا، خاصة
في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان، والتي تشمل انحلال المؤسسات، والأزمة
السياسية المستمرة، والفراغ الدستوري في رئاسة الجمهورية، فضلًا عن وجود حكومة
منتهية الصلاحية ومجلس نيابي ممدد.
واعتبر عايد أن انتخاب الرئيس في هذا
التوقيت بالذات يُعد بداية لعملية إعادة بناء المؤسسات وهيكلة النظام السياسي
المتداعي في لبنان، مؤكدا أن هذه الخطوة هي جزء من عملية إصلاح سياسي واقتصادي طال
انتظاره، مشيرًا إلى أن لبنان في أمس الحاجة إلى مثل هذه الإصلاحات لاستعادة
استقراره وتماسكه.
وفيما يتعلق بخطاب القسم الذي ألقاه
الرئيس جوزيف عون، لفت عايد إلى أن الخطاب كان شاملًا وتطرق إلى القضايا الأساسية
التي تهم المواطن اللبناني، بدءًا من إصلاح النظام السياسي وصولًا إلى الإصلاح
الاقتصادي. وأكد أن هذه القضايا يجب أن تكون محور تركيز المرحلة المقبلة.
من جهة أخرى، انتقد عايد الطريقة التي
تم بها انتخاب الرئيس، واصفًا إياها بأنها لم تكن بالشكل الصحيح، حيث جاءت نتيجة
ضغوط وإملاءات أمريكية-خليجية في جولتها الاولى، مشيرا إلى أن هذه الطريقة لم تكن
ناجحة في الجولة الأولى من الانتخابات، لكنها تكللت بالنجاح بعد لقاء بين الرئيس
والمجلس الثنائي الوطني في المجلس النيابي، حيث تم التوصل إلى اتفاق وطني حول الملفات
الأخرى التي يجب تنفيذها.
وفيما يخص العلاقات الخارجية، أكد عايد
أن الرئيس جوزيف عون أعلن عن رغبته في إقامة أفضل العلاقات مع الدول الشقيقة،
وخاصة مع سوريا، مشيرا إلى أن الجغرافيا والتاريخ يفرضان على لبنان وسوريا أن تكون
بينهما علاقة متميزة.
واعتبر عايد أن تصحيح العلاقة اللبنانية-السورية
وتحويلها إلى علاقة ندية يُعد من الأولويات للحكومة الجديدة، وذلك لمعالجة المشاكل
العالقة بين البلدين.