اندلعت، اليوم الثلاثاء، اشتباكات مسلحة عنيفة في قضاء خبات التابع لمحافظة أربيل، بين قوة من ميليشيات البيشمركة الزيرفاني التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، ومسلحين من عشيرة الهركي، في مشهد يعكس تصاعد الانفلات الأمني وفشل سلطات الإقليم في السيطرة على الوضع.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وأكدت مصادر محلية سقوط قتيل وعدد من الجرحى نتيجة الاشتباكات، التي تصاعدت حدتها بعد استخدام أسلحة ثقيلة، وإحراق آليات تابعة للزيرفاني، وسط عجز تام من أجهزة الأمن الحزبية المعروفة بـ"الأمن الداخلي" (الأسايش)، التي لم تتمكن من احتواء الاشتباكات حتى الآن.
وقال مسؤول الاتحاد الوطني الكردستاني في ناحية كلك، نوشيروان هركي، إن أكثر من 300 سيارة عسكرية وصلت من أربيل، لكنها فشلت في فرض السيطرة، بعد أن واجهتها مقاومة مسلحة من العشيرة، مدعومة بقاذفات وأسلحة متوسطة وثقيلة.
في الأثناء، تحركت قوات من جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم باتجاه خبات، في محاولة للسيطرة على الموقف، فيما تستمر الاشتباكات وتنتشر نداءات على مواقع التواصل الاجتماعي تعبّئ أبناء عشيرة الهركي في مناطق متفرقة من كردستان والعراق للالتحاق بساحة المواجهة.
انفجار مؤجل.. ونزاع على الماء يتحوّل إلى مواجهة مسلحة
وتعود جذور الاشتباك إلى نزاع عشائري بين الهركي وكوران على خلفية تحويل مجرى مياه زراعية، تطوّر إلى مواجهة مباشرة بين قيادات داخل قوات البيشمركة. وعلى الرغم من تدخل حكومة الإقليم حينها وتسليم الملف إلى محكمة أربيل، فإن التوتر ظلّ قائمًا، حتى انفجر مجددًا بعنف.
السلاح العشائري وغياب الدولة
ويكشف هذا النزاع عن حجم السلاح المنفلت في يد العشائر الكردية، وضعف سلطة الدولة أمام نفوذ العائلات المتنفذة، وسط تزايد مؤشرات التحول من "الخلافات المحلية" إلى "معارك مسلحة" تهدد الاستقرار الهش في الإقليم.
ويُعدّ هذا الاشتباك امتدادًا لحالة أمنية مضطربة يعيشها إقليم كردستان، في ظل هيمنة الحزب الديمقراطي الكردستاني على مفاصل الأمن، وتحول قوات البيشمركة إلى أذرع ميليشياوية تتبع لقرارات حزبية وعائلية، ما يفاقم من هشاشة المؤسسات وانعدام الثقة بها.