في تطور مفاجئ، أقدمت مجاميع إرهابية تابعة لما يسمى لـ "هيئة
تحرير الشام" بقيادة الإرهابي الجولاني على قصف الأراضي اللبنانية بالصواريخ،
حيث تصدت لهذا العمل الجبان العشائر من بينها آل جعفر وزعيتر ومدلج الذين يمتلكون
أراضي زراعية في الداخل السوري بريف القصير، ويقطنون في 17 قرية ومزرعة بينها
حاويك والسماقيات، ووادي حنا، وبلوزة، وزيتا، وسقرجا، وغوغران، وبرج الحمام،
واستطاعت ان تقتل وتأسر من تلك العصابات عدد غير قليل.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو لماذا يتم استهداف الأراضي اللبنانية
في حين أن الجولان وجبل الشيخ، وهما أرض سورية محتلة من قبل إسرائيل، لم يشهدان أي
تحرك عسكري من قبل هذه المجموعات الإرهابية؟ رغم انه منذ سنوات، تسيطر إسرائيل على
أجزاء واسعة من الأراضي السورية، بما في ذلك الجولان وجبل الشيخ.
ورغم ذلك، لم تُبْدِ
المجموعات التي تدعي تحرير سوريا، وعلى رأسها "هيئة تحرير الشام"
الإرهابية، أي رغبة في الاشتباك مع الجيش الإسرائيلي أو محاولة تحرير هذه المناطق.
هذا التناقض الصارخ يثير شكوكاً حول دوافع هذه المجموعات وأولوياتها،
وهل هي حقاً تسعى إلى بناء سوريا أم أن أجندتها هي التصفيات العرقية والطائفية
وتدمير الدولة السورية بما فيها والتوسع لما حولها كما فعلت زمر داعش الإرهابية
سابقا؟
ومن الضروري أن توضح هذه المجموعات الإرهابية موقفها من الأراضي
المحتلة من قبل إسرائيل، وأن تشرح للشعب السوري والعربي لماذا تختار استهداف لبنان
بدلاً من توجيه سلاحها نحو العدو الإسرائيلي.