أكد الباحث الاقتصادي منار العبيدي، أن العراق سيحتاج إلى موازنة بقيمة 300 تريليون دينار في عام 2040 ليتمكن من تقليص معدل الفقر إلى 5%، مشيرا إلى أن الموازنة الحالية البالغة 160 تريليون دينار لم تسهم في خفض نسبة الفقر التي لا تزال تصل إلى 17% في البلاد، لافتا إلى أن استمرار إنتاج وأسعار النفط الحالية قد يؤدي إلى زيادة نسبة الفقر إلى 84% بحلول عام 2040.
وقال العبيدي، "وفقا للتعداد العام الذي أعلنته وزارة التخطيط، يبلغ عدد سكان العراق 46 مليون نسمة، مع نسبة نمو سكاني سنوي تصل إلى 2.53%، مما يعني زيادة سكانية تفوق المليون نسمة سنويا. ومن المتوقع أن يتجاوز عدد السكان 50 مليون نسمة في عام 2030، وقد يصل إلى أكثر من 70 مليون نسمة بحلول عام 2040."
وأشار إلى أن نسبة الفقر في العراق حاليا تقدر بحوالي 17.5%، أي أن من بين كل 30 عراقيا، هناك 5 أشخاص يعيشون تحت خط الفقر. واعتبر العبيدي أن المشكلة لا تقتصر على أسعار النفط أو التوترات الجيوسياسية، بل تتعلق أساسا بالخطر الديموغرافي المتسارع في البلاد.
وأوضح العبيدي أنه "إذا كانت الموازنة الحالية غير قادرة على خفض الفقر إلى أقل من 17%، فإن الوصول إلى نسبة فقر تقل عن 5% مع تزايد عدد السكان إلى 70 مليون نسمة في عام 2040، يتطلب موازنة سنوية تتجاوز 300 تريليون دينار. وبافتراض أن سعر برميل النفط في 2040 سيكون حوالي 50 دولارا، سيحتاج العراق إلى تصدير 12.5 مليون برميل يوميا لضمان الإيرادات اللازمة."
وفي سياق آخر، حذر العبيدي من أن "في حال استمر الوضع الحالي على ما هو عليه من حيث الإنتاج والإيرادات، دون أي تغييرات جوهرية، فإن معدل الفقر قد يرتفع إلى 23% بحلول عام 2030، وقد يصل إلى 84% في 2040 إذا استمر تراجع أسعار النفط ولم تتخذ إجراءات عاجلة."
وشدد على أن العراق يواجه "قنبلة موقوتة" تستدعي التعامل الفوري معها، داعيا إلى إطلاق حملات توعوية للحد من النمو السكاني، والعمل على زيادة الإيرادات الحكومية وتنويع الاقتصاد. وأضاف أن "إذا لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة، فإن العراق قد يواجه مصيرا مشابها للدول الإفريقية التي تعاني من أزمات اقتصادية متفاقمة، مع انتشار الفقر والصراعات القبلية والجريمة."