بقلم: رسول حسين
شهر رمضان هو شهر العبادة والتأمل والروحانية،
ولكنه في السنوات الأخيرة أصبح أيضًا موسمًا لتقديم العديد من الأعمال الدرامية
التلفزيونية في العالم العربي، بما في ذلك العراق. بينما يسعى بعض المنتجين لتقديم
محتوى يتناسب مع أجواء الشهر المبارك،
يظهر في المقابل بعض الالتباسات
والتجاوزات التي تؤدي إلى استياء المشاهدين. هذا المقال يستعرض كيف تحولت بعض
الدراما العراقية إلى شاشة استفزاز، من خلال تعزيز خطابات سلبية أو تقديم محتوى لا
يتناسب مع قيم الشهر المبارك.
مفهوم الاستفزاز في الدراما
الاستفزاز في السياق الدرامي يعني
تقديم محتوى أو مشاهد تثير الجدل أو الانزعاج لدى المشاهدين، وغالبًا ما يكون ذلك
من خلال التطرق إلى قضايا حساسة أو استخدام أساليب ساخرة، حتى وصل الحال لاستخدام
نصوص ومشاهد خادشة للحياء. في حالة الدراما الرمضانية، يصبح الاستفزاز أمرًا يثير
تساؤلات حول اليوميات العراقية ومشاعر المصداقية.
النمط السائد في الدراما العراقية
بدأت الدراما العراقية في السنوات
الأخيرة في تناول مواضيع تتعلق بالفساد، العلاقات المعقدة والمحرمة، والعنف، الأمر
الذي يخلق جوًا من التسطيح للفن. ومع وجود بعض الأعمال التي تحاول تقديم رسائل
عميقة، نجد أن الكثير منها تركز على الإثارة بدلاً من القيم الحقيقية.
تأثير الدراما على الذوق العام
هناك قلق متزايد بخصوص تأثير هذه
الأعمال على الذوق العام. الأفكار المستهلكة والمحتوى غير المتوازن يمكن أن يعزز
سلوكيات غير مرغوب فيها. يساهم هذا النوع من الدراما في تشكيل تصورات مجتمعية
خاطئة، مما يؤدي إلى تعزيز الصور النمطية السلبية.
الجمهور وردة الفعل
تتفاوت ردود فعل المشاهدين على هذه
الظاهرة. ففي وقت يجد فيه البعض متعة في متابعة الأعمال الدرامية، يفضل آخرون
الابتعاد عن محتوى يشعرون أنه يتعارض مع القيم والمبادئ التي ينبغي أن تتجلى في
شهر رمضان. هذا يشير إلى وجود حاجة للمزيد من التفاعل بين المنتجين والجمهور حول
المحتوى المقدم.
نحو دراما ذات قيمة أخلاقية
للارتقاء بالدراما العراقية، يجب على
الكتاب والمخرجين التركيز على تقديم محتوى يعكس القيم الإنسانية والروحانية لشهر
رمضان. من خلال قصص مبتكرة، وأبعاد إنسانية، يمكن تحويل الدراما إلى أداة للتثقيف
والترفيه في آن واحد.
بناءً على التحديات التي تواجه الدراما
العراقية في رمضان، يبدو من الأهمية بمكان أن يتخذ المنتجون خطوات جادة نحو تحسين
المحتوى وتقديم ما يتناسب مع روح شهر العبادة. يجب أن نذكر أن الفن يمكن أن يكون
وسيلة للتعبير الفعال والإيجابي، وفي رمضان، يجب أن يكون هذا التعبير متوازنًا
وروحيًا.
هذه النظرة النقدية تدعو الجميع، بما
في ذلك المسؤولين وصناع المحتوى، إلى إعادة التفكير في تلك الأعمال الدرامية،
والعمل نحو خلق بيئة فنية تعكس القيم والأخلاق في المجتمع.