كيف نغرس ثقافة الأمن في المجتمع العراقي ؟

کاتب ٢ 14 آذار 2025 51 مشاهدة
# #

بقلم/ العميد مقداد ميري

تولي جميع الدول أهمية كبرى للأمن، فهو الأساس في استقرار البلدان وتطورها.
لذلك، تسعى الحكومات إلى حل المشكلات الأمنية وتعزيز علاقتها بالمجتمع، باعتباره شريكًا أساسيًا في تحقيق الأمن. فأي خلل أمني ينعكس سلبًا على الاستقرار والتنمية، مما يستدعي من الجهات المختصة العمل على استخدام مختلف الوسائل لتعزيز الأمن.
ويعد العراق من أكثر الدول اهتمامًا بترسيخ الأمن، حيث وضع استراتيجيات متكاملة في مختلف المجالات لدعمه. وعلى الرغم من التحديات الأمنية الكبيرة التي واجهها، لا سيما في محاربة الإرهاب والجريمة، فقد نجح العراق في فرض الأمن والاستقرار وتطبيق القانون. وقد تمكنت وزارة الداخلية من توظيف مختلف الوسائل والتقنيات الحديثة لزيادة الوعي الأمني وتعزيزه داخل المجتمع.
دور المجتمع في تعزيز الأمن
اعتمدت وزارة الداخلية خطوات متعددة لتعزيز الأمن، وكان المجتمع نقطة الانطلاق، نظرًا لدوره المحوري كشريك أساسي للأجهزة الأمنية.
وربما نتساءل:
**ما العوامل التي تُسهم في غرس ثقافة الأمن في المجتمع؟ والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1. الحملات الإعلامية والتوعية عبر نشر الوعي حول مخاطر الجريمة بجميع أشكالها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
2. تعزيز مفهوم المواطنة والأمن المجتمعي من خلال إشراك المؤسسات الأمنية وغير الأمنية في برامج التوعية الموجهة لجميع شرائح المجتمع.
3. تحسين علاقة الأجهزة الأمنية بالمواطنين وتقديم الخدمات لهم، والتعامل معهم بأسلوب إنساني يعكس احترام حقوقهم ويعزز الثقة المتبادلة.
4. جعل المواطن شريكًا في الأمن وتشجيعه على التعاون مع الأجهزة الأمنية من خلال الإبلاغ عن الجرائم والحالات المشبوهة، وتعزيز دوره كرجل أمن أول في مجتمعه.
5. دعم المبادرات الاجتماعية عبر تعزيز دور المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في نشر الثقافة الأمنية للحد من الجرائم.
6. دور الأسرة والمدرسة والجامعة: غرس قيم حب الوطن وتعزيز المسؤولية الأمنية لدى الطلاب، بما يسهم في توعية الأسرة والمجتمع بشكل عام.
7. إبراز جهود الأجهزة الأمنية من خلال تسليط الضوء على دورها في تنفيذ القوانين وفرض النظام ومعاقبة المجرمين، مما يعزز الثقة بها.
8. الاستفادة من وسائل الإعلام الحديثة عبر توظيف الإعلام المرئي والمسموع المقروء الإلكتروني إلى جانب منصات التواصل الاجتماعي، لنشر الوعي الأمني وتفعيل دور المواطن في تعزيز الأمن.
وقد أثبتت هذه الآليات والوسائل المتنوعة المستخدمة، فعاليتها في الحد من الجرائم، وتحقيق الأمن، وتعزيز مبدأ الشراكة الإيجابية بين رجل الأمن والمواطن معا . وهذا ما نلمسه اليوم من حب العراقيين لوطنهم واستعدادهم للدفاع عنه في جميع الأوقات والمناسبات فهو ثمرة لهذه الجهود المستمرة ولكن غرس الثقافة الأمنية يتطلب مواصلة العمل والتوعية المستدامة، لضمان ترسيخها في الأجيال القادمة، وتعزيز دور المجتمع في حفظ الأمن والاستقرار.

حقوق الطبع والنشر © Video IQ