تصدر المسلسل المغربي "رحمة" نسب المشاهدة في الشهر الكريم، ليحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، إلا أنه أصبح مادة جدل واسعة بعد عرض مشاهد وصفت بأنها "جريئة" وغير مألوفة في الدراما المغربية.
المسلسل، الذي يعرض على قناة MBC5، تدور أحداثه حول معاناة أم تربي طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة، ليعكس قضايا اجتماعية هامة. ورغم النجاح الذي حققه في جذب الجمهور، إلا أنه أثار ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض.
طالت الانتقادات بشكل خاص المشاهد الحميمية بين بطلي العمل كريمة غيث وهيثم مفتاح، والتي اعتبرها العديد من المشاهدين "تجاوزا للذوق العام"، خاصة في الشهر الفضيل، حيث تساءل البعض عن مدى ملاءمة مثل هذه المشاهد لخصوصية رمضان. كما طالت الانتقادات تناول المسلسل لمواضيع مثيرة مثل الخيانة الزوجية والتحرش الجنسي و"الجنس مقابل العمل"، حيث أعرب عدد من المشاهدين عن استيائهم من "الصراحة المفرطة" في الطرح، مؤكدين أن الجمهور المغربي قادر على فهم التلميحات دون الحاجة لمشاهد صادمة.
من جهة أخرى، يرى البعض أن عرض هذه المواضيع على قناة عربية قد يساهم في ترسيخ صورة نمطية سلبية عن المرأة المغربية، مما يزيد من تعقيد النقاش حول معايير الإنتاج الدرامي في البلاد. فبينما يطالب البعض بضبط المحتوى ليتناسب مع المشاهدة العائلية، يدعو آخرون إلى ضرورة الحفاظ على حرية التعبير الفني في الأعمال الدرامية.
ورغم الجدل الدائر، التزم نجوم العمل الصمت تجاه هذه الانتقادات، متجنبين التعليق على الأصداء التي أثارها المسلسل.
يذكر أن المسلسل من تأليف بشرى ملاك، وإخراج محمد علي المجبود، ويضم نخبة من الممثلين المغاربة، من بينهم منى فتو، عبد الله ديدان، وفرح الفاسي. ويستمر عرض "رحمة" حتى نهاية شهر رمضان، وسط توقعات باستمرار الجدل حوله مع كل حلقة جديدة.