يصادف اليوم ذكرى سقط نظام الطاغية صدام حسين بعد غزو عسكري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها. هذا اليوم يعد من اللحظات المفصلية في تاريخ العراق، حيث شكل بداية لمرحلة جديدة مليئة بالتحديات والمعاناة لشعبه، التي كانت قد بدأت منذ سنوات طويلة تحت حكم الدكتاتورية الصدامية.
فعلى مدار سنوات حكمه التي امتدت من عام 1979 حتى 2003، فرض صدام حسين نظاما ديكتاتوريا قاسيا، اعتمد على القمع السياسي والترهيب الممنهج. استخدم النظام أجهزة الأمن والمخابرات لملاحقة كل من يعارضه أو يختلف معه في الرأي، مما خلق جوا من الخوف والظلام في المجتمع العراقي. كان الكثير من العراقيين يعيشون تحت وطأة الاعتقالات التعسفية والتعذيب، في حين كانت إعدامات المعارضين للنظام تجري بشكل علني وفي بعض الأحيان تكون بدوافع شخصية.
كما شهد العراق في فترة حكم الطاغية صدام حسين العديد من الحروب التي تركت آثارا بالغة على الشعب العراقي. فالحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) كانت واحدة من أكبر الكوارث التي مر بها العراق، حيث قتل مئات الآلاف من العراقيين، وتعرضت البلاد لتدمير هائل في البنية التحتية.
ثم جاءت حرب الخليج الثانية (1990-1991) بعد غزو العراق للكويت، حيث قوبل ذلك بغزو تحالف دولي قادته الولايات المتحدة، مما أسفر عن تدمير واسع للجيش العراقي ومرافق حيوية، بالإضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية خانقة على العراق.
أما بعد حرب الخليج، فقد عانى الشعب العراقي من عقوبات اقتصادية شديدة فرضت من قبل الأمم المتحدة، مما أدى إلى انهيار النظام الصحي والتعليمي، وازدياد الفقر والمجاعة في البلاد. لم يقتصر الأمر على المعاناة المادية فحسب، بل كان هناك أيضا التدمير النفسي والعاطفي بسبب الحرب والمجاعة.
لم يكن العراقيون صامتين أمام الظلم، بل قاموا بعدة انتفاضات ضد النظام، أبرزها انتفاضة 1991 التي اندلعت في جنوب العراق، لكنها قوبلت بقسوة بالغة من النظام، حيث قتل الآلاف من المدنيين، ودمر العديد من المدن والقرى. هذه الانتفاضة كانت محاولة فاشلة للثوار في إنهاء حكم صدام حسين، لكنها كشفت عن عمق المأساة التي كان يعيشها الشعب العراقي.
إن ذكرى سقوط النظام في العراق تمثل لحظة مؤلمة ومهمة في تاريخ الأمة العراقية. فالعراقيون الذين عانوا سنوات طويلة من القمع والظلم تحت حكم صدام حسين يستحقون أن يحتفى بذكراهم، وأن يتم تقديم الدعم لهم في بناء وطن يعمه السلام والعدالة.