سجل اليوان الصيني تراجعا حادا خلال التعاملات المبكرة اليوم الخميس، ليصل إلى أدنى مستوياته أمام الدولار منذ الأزمة المالية العالمية في ديسمبر/كانون الأول 2007، وسط استمرار الضغوط الناتجة عن التصعيد المتبادل في السياسات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
ويأتي هذا الانخفاض في وقت خفض فيه البنك المركزي الصيني توقعاته لسعر العملة لليوم السادس على التوالي، مما يعكس استمرار القلق بشأن مستقبل العلاقات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم.
التراجع الحاد لليوان جاء في أعقاب خطوة صينية لفرض رسوم جمركية مرتفعة على واردات أمريكية، ردا على إجراءات مماثلة من قبل واشنطن، رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق الرسوم على بعض الدول بشكل مؤقت، مع استمرار تشديده على البضائع الصينية تحديدا.
وقال كريس تيرنر، رئيس الأسواق العالمية في بنك "ING"، لوكالة رويترز: "الولايات المتحدة والصين تخوضان حاليا لعبة خطرة للسيطرة على النفوذ الاقتصادي. إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق أو الإعلان عن اجتماع رفيع المستوى، فإن اليوان والدولار سيظلان محور التقلبات في سوق العملات".
ويرى خبراء اقتصاديون أن تراجع اليوان قد يمنح الصادرات الصينية ميزة تنافسية عبر خفض أسعارها، ما قد يقلل من أثر الرسوم الجمركية، لكنه في المقابل يهدد بجذب تدفقات رأس مال غير مرغوب فيها، ويزيد من الضغوط على استقرار النظام المالي في البلاد.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر مصرفية مطلعة أن بنك الشعب الصيني (المركزي) أبلغ البنوك الحكومية الكبرى بالحد من شراء الدولار، في مسعى لاحتواء أي تدهور سريع في قيمة العملة.
وسجل اليوان في التعاملات المحلية 7.3518 للدولار، وهو أدنى مستوى منذ أواخر عام 2007، فيما فقدت العملة الصينية نحو 1.2% من قيمتها منذ بداية الشهر
الحالي.