تحل اليوم الذكرى السنوية لحملة الأنفال، واحدة من أحلك الصفحات في تاريخ العراق الحديث، والتي لا تزال تدمي القلوب وتعيد إلى الواجهة معاناة الآلاف من الأبرياء الذين طالتهم يد الظلم والموت الجماعي في ثمانينيات القرن الماضي.
انطلقت حملة الأنفال في عام 1988 بقيادة نظام صدام حسين، واستهدفت المدنيين الأكراد في شمال العراق تحت ذريعة محاربة التمرد. لكن الحقيقة المروعة أن العملية تحولت إلى إبادة جماعية منهجية، راح ضحيتها أكثر من 180,000 إنسان، بينهم أطفال ونساء وعجزة، دفن الكثير منهم في مقابر جماعية لا تزال تكتشف حتى اليوم.
لم تكن الأنفال مجرد حملة عسكرية، بل كانت سياسة تطهير عرقي تم فيها استخدام الأسلحة الكيميائية، التهجير القسري، التدمير الشامل للقرى، والقتل خارج نطاق القانون. إنها وصمة في جبين الإنسانية، لا يمكن تبريرها أو نسيانها.
في كل عام، ومع حلول ذكرى الأنفال، لا يستعيد العراقيون – خصوصا الكرد – مجرد ذكريات، بل يستحضرون قضية مفتوحة على العدالة. فالكثير من عوائل الضحايا لا تزال تبحث عن رفات أحبتها، وتطالب بالاعتراف الكامل بالجريمة، وضمان الحقوق القانونية والإنسانية للناجين.
ورغم إصدار بعض الأحكام القضائية بعد سقوط النظام عام 2003، إلا أن مسار العدالة لم يكتمل، ولا تزال هناك حاجة ماسة إلى توثيق شامل، ومحاسبة عادلة، وتعويض حقيقي.
إحياء ذكرى الأنفال لا يعني مجرد إقامة مراسم رمزية، بل يجب أن يتحول إلى فعل وطني وأخلاقي دائم. على الدولة العراقية أن تضمن إدراج هذه الجريمة في المناهج التعليمية، وتشجيع الأبحاث والوثائق، وفتح الأرشيفات الرسمية، وضمان عدم تكرار مثل هذه الفظائع ضد أي مكون من مكونات المجتمع العراقي.
الأنفال ليست مجرد مأساة كردية، بل جريمة ضد الإنسانية تمس ضمير العالم بأسره. ومن حق الضحايا أن يذكروا، وأن تروى قصصهم، وأن يجدوا العدالة بعد صمت طويل. فالسلام الحقيقي لا يقوم على النسيان، بل على الاعتراف، والعدالة، والإنصاف.
حملة "الأنفال" سميت بهذا الاسم من قبل النظام العراقي السابق، واستخدم الاسم كرمز ديني مستوحى من سورة الأنفال في القرآن الكريم، التي تتحدث عن غنائم الحرب.
وقد استخدم الاسم من قبل القيادة العسكرية آنذاك لتبرير حملتها العسكرية ضد الأكراد في شمال العراق عام 1988، حيث اعتبروا "أعداء" للنظام.
لكن في الحقيقة، الحملة لم تكن حربا، بل إبادة جماعية ضد المدنيين، شملت تدمير القرى، واعتقالات، واستخدام السلاح الكيمياوي، ومجازر جماعية.
استخدام اسم "الأنفال" الديني بهذه الطريقة كان محاولة لتضليل الرأي العام وإعطاء طابع "شرعي" لجرائم فظيعة بحق المدنيين.
أما إذا كنت تقصد شيئا آخر ب"الانفصال"، فوضح لي أكثر حتى أجاوبك بدقة