تتصاعد حدة التفاعل،اليوم الثلاثاء ، في الأوساط الليبية بشأن قضية استيراد أدوية علاج السرطان من العراق، والتي أدت إلى إقالة وزير الصحة الليبي على خلفية عدم مطابقة الأدوية للمواصفات الطبية.
وفي آخر المستجدات، أكد النائب العام الليبي المستشار الليبي الصديق الصور في تصريح تابعته وكالة "فيديو الاخبارية" ، ان جميع المتورطين في مخالفات توريد أدوية الأورام من العراق،تمت ملاحقتهم سواء كانوا ليبيين أو غير ليبيين.
وخلال لقائه في طرابلس مع محمد الغوج المكلف بتسيير وزارة الصحة، شدد الصور على أن القضاء سيلاحق كل من يعبث بصحة المواطن أو يخالف القوانين واللوائح المنظمة للقطاع الصحي.
من جهته، أبدى الغوج استعداده التام للتعاون مع مكتب النائب العام والأجهزة الرقابية، مشيراً إلى البدء في اتخاذ خطوات عملية لتطوير المنظومة الصحية، وتنظيم ملف الأدوية والمناقصات، ومكافحة الفساد لضمان تقديم خدمات صحية أفضل للمواطنين.
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان وزارة الصحة العراقية والخطوط الجوية العراقية في نهاية نيسان الماضي عن تصدير أول شحنة أدوية لعلاج السرطان إلى ليبيا من إنتاج مصنع عراقي، وهو ما قوبل بنفي سريع من السلطات الصحية الليبية التي أكدت عدم استيراد أو استلام أي أدوية من العراق.
في سياق متصل، صرح السفير العراقي في طرابلس، أحمد الصحاف، في بيان تلقته وكالة "فيديو الاخبارية" ،بوصول أول دفعة من الأدوية المصنعة محلياً والمخصصة لعلاج الأمراض السرطانية إلى ليبيا، في إطار دعم التعاون الثنائي وتعزيز الأمن الدوائي في المنطقة.
وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة قد أصدر قراراً بإقالة وزير الصحة وإحالته للتحقيق على خلفية مخالفات تتعلق باستيراد أدوية لعلاج السرطان من مصنع عراقي دون موافقة الهيئة الوطنية لمكافحة السرطان.
في المقابل، أوضحت وزارة الصحة الليبية أنها تعاقدت مع شركة محلية لتوريد دواء من مصنع عراقي مسجل رسمياً لدى إدارة الصيدلة، لافتة إلى أن "الدواء محل الجدل يعد من فواقد العطاء العام وغير مدرج ضمن القائمة النمطية للدولة".
وأكدت الوزارة اتباعها للإجراءات المعتمدة وفقاً للمعايير الوطنية، مع الإشارة إلى أن جهاز الرقابة على الأدوية والأغذية هو الجهة المسؤولة عن الموافقة النهائية على الأدوية المستوردة.
من جهته، نفى رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة السرطان، حيدر السايح، استيراد أي دواء من مصادر عربية أو آسيوية، مؤكداً أن الهيئة "لا تتعامل إلا مع الشركات العالمية الكبرى".
وتفجرت الأزمة عقب إعلان العراق عن تصدير أول شحنة أدوية مصنعة محلياً لعلاج السرطان إلى ليبيا، وهو ما نفته الهيئة الوطنية لمكافحة السرطان الليبية، مؤكدة استيرادها الأدوية فقط من مصادر أمريكية وأوروبية معتمدة.
وتستمر التحقيقات لكشف ملابسات هذه القضية وتحديد المسؤولين عن المخالفات.