ضمن فعاليات الدورة الـ26 من معرض بغداد الدولي للكتاب، نظّمت وزارة الثقافة والسياحة والآثار ندوة حوارية بعنوان "واقع الثقافة في العراق"، استضافت خلالها وزير الثقافة والسياحة والآثار الأستاذ الدكتور أحمد فكاك البدراني وأدار الندوة الحوارية الإعلامي حليم سلمان بحضور الكادر المتقدم في الوزارة من السادة الوكلاء والمديربن العامين ونخبة من الشخصيات الثقافية والاعلامية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام.
وأكد الوزير خلال الندوة التي تابعتها وكالة ( فيديو الاخبارية ) أن العراق بلد ثقافي عريق يتجدد جيلًا بعد جيل، مشيرًا إلى أن المؤرخين اختلفوا في تحديد عمر حضارته التي تمتد لأكثر من 6000 عام، بدءًا من الحضارات السومرية والأكدية والآشورية والبابلية، التي لا تزال شواهدها حاضرة حتى اليوم، مما جعل بلاد الرافدين مهدًا للحضارات الأولى.
وأشار البدراني إلى أن الرؤية الثقافية للمستقبل لا تقوم على بناء جديد فحسب، بل على الغوص في عمق التاريخ واستلهام الجذور الحضارية لإعادة تقديمها بشكل معاصر، بما يليق بعمق العراق وتنوعه.
وأكد أن التنوع الثقافي في العراق، من السهل إلى الجبل والهور، يشكل عامل إثراء فكري وبصري ووجداني، مشيدًا بدور المدن المختلفة في تكوين المشهد الثقافي العراقي، مثل البصرة التي تمزج بين الثقافة الخليجية والعراقية، وكربلاء ذات الهوية الدينية، وذي قار والسليمانية اللتان تعكسان التقارب بين الثقافات الجنوبية والكردية.
وتضمن حديث البدراني الاشادة بدعم دولة رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني لكل مجالات الثقافة ومنها السينما العراقية من خلال المنحة المالية التي ساهمت في تشغيل أكثر من 1500 متخصص في مجال التمثيل والاخراج والكتابة والامور اللوجستية ، وتم تقديم اكثر من 600 عمل فني .
كما كشف الوزير عن قيام الوزارة بطباعة أكثر من 1200 عنوان عن طريق دار الشؤون الثقافية العامة ودور النشر التابعة للوزارة ، لمؤلفين عراقيين ومغتربين، إلى جانب إصدار الدوريات الثقافية، مؤكدًا وجود مؤشرات مشجعة حول نسب المبيعات والإقبال على القراءة.
وأوضح البدراني أن 25% من جوائز الإبداع خصصت لفئة الشباب، إلى جانب تنظيم مسابقات ونشاطات أدبية وفنية في مجالات الرواية، التشكيل، والسياحة.
كما تحدث عن الإنجازات المسرحية، وأكد تحقيق نتائج متميزة في مهرجان المسرح العربي، معربًا عن الحاجة إلى بناء دور أوبرا في بغداد والبصرة وكركوك وعدد من المدن الأخرى، بعد توقف النشاط المسرحي لإعوام بسبب الظروف التي مر بها العراق ، مبيناً تخصيص مساحة كبيرة لإنشاء دار أوبرا بتصميم عالمي في بغداد، وهناك طموح لإنشاء دور أوبرا في جميع المحافظات العراقية.
كما أشار إلى العمل على دعم الفنانين التشكيليين، من خلال مفاتحة مجلس الوزراء ومجلس النواب لاقتناء اللوحات الفنية، وكذلك إلزام الفنادق والمطاعم والشركات بشراء الأعمال من دائرة الفنون العامة، معلنًا عن إطلاق أول سوق رقمي خاص باللوحات التشكيلية في العراق.
و أعلن الوزير عن قرب افتتاح أكبر مكتبة رقمية في المنطقة ضمن دار الكتب والوثائق التي تمثل إعرق واقدم الدوائر العراقية ، لتكون مركزًا لحفظ الإرث الثقافي العراقي عبر مختلف المراحل.
و في ختام حديثه اشار الى استمرار التعاون الثقافي مع دولة قطر، بعد النجاح الباهر لفعاليات الاسبوع الثقافي العراقي في الدوحة والذي أثمر بدوره عن انطباع إيجابي لدى الشعب القطري ، مؤكداً التحضير لاسبوع ثقافي قطري في بغداد قريبًا.