شهد ميدان وليّ عصر في طهران، فجر الاثنين 27 أكتوبر/تشرين الأول 2025، الكشف عن جدارية جديدة تحمل شعار “اتخذوا القرار كما لو أنكم تصنعون المستقبل”، في إطار رؤية تركز على أهمية اتخاذ القرارات الصحيحة في إدارة الاقتصاد الوطني، وذلك في لحظة سياسية واقتصادية حساسة تمر بها إيران.
ليصلك
المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وقد جاءت الجدارية مدعومة بعبارة مأثورة للإمام علي بن أبي طالب: “واجهوا الضعف بالعزم والقرار”، ما منح الرسالة بُعدا قيميا وأخلاقيا يتجاوز البعد الفني.
الجدارية التي صمّمها الفنان محمد تُرْك، لم تبق حدثا فنيا فقط، بل تحولت سريعا إلى محور نقاش سياسي وإعلامي ، عقب تعليق رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف عليها.
قاليباف وربط الشعار بسياق إدارة الدولة
علّق رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف على الجدارية، معتبرا أنها تذكير مناسب للمسؤولين، موضحا أنّ اتخاذ القرار وفق رؤية مستقبلية يعني تقديم المصلحة الوطنية على الحسابات الحزبية، والالتزام بوحدة القرار في مسار الأمن القومي.
وأشار إلى أن ما سماه المستقبل ليس نهاية الطريق بل بداية العمل، في إشارة إلى ضرورة الانتقال من مستوى الشعارات إلى برامج تنفيذية.
الخلفية السياسية للجدل
في السياق نفسه، ربطت صحيفة كيهان بين الجدارية والخلاف السياسي حول سياسة التوجه شرقا، مؤكدة أن الشراكة مع روسيا والصين ركيزة جيوسياسية وأمنية، وليست خيارا تجاريا فحسب.
وأضافت الصحيفة أن انتقاد قاليباف لما وصفه إضعاف التعاون مع موسكو خلال حكومة الرئيس الأسبق حسن روحاني ووزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف، هو موقف في محلّه، معتبرة أن أي تراجع في هذا المسار يصبّ تلقائيًا في مصلحة الولايات المتحدة.
بهذا المعنى، ظهرت الجدارية بوصفها إشارة رمزية لاصطفاف سياسي واضح حول مستقبل السياسة الخارجية والاقتصادية الإيرانية.
تفاعل المواطنين.. بين التأييد والتحذير
سرعان ما انتقل النقاش إلى المواطنين، حيث برز اتجاهان رئيسيان ردا على تعليق رئيس البرلمان على الجدارية.
اتجاه مؤيّد للشعار إذ قدّم مستخدمون ومحللون تعبيرات متعددة لمعنى اتخاذ القرار كصناعة مستقبل، معتبرين أنه يتطلب علما وهمّة، ويرتبط بفهم الحاضر واستشراف الغد، ويستدعي تحديث منظومات الخدمات الحكومية، ويقوم على مشاركة كل فرد في أداء دوره دون تقصير.
هذا الاتجاه رأى في الجدارية دعوة لبناء الثقة والمبادرة..