Weather Data Source: 30 days weather Baghdad
بغداد
عاجل

"داعش" يضرب عمق سوريا ويدق ناقوس الخطر على حدود العراق

#
كاتب 3    -      64 مشاهدة
8/12/2025 | 04:16 PM

شهد المشهد الأمني السوري تحولاً جذرياً في طبيعة التهديد الذي يمثله تنظيم "داعش"، حيث كشفت تصريحات رسمية وقِيادية متطابقة عن تمدد التنظيم من جيوبه الصحراوية إلى المراكز الحضرية والساحلية، في اعتراف يؤكد أن الاستقرار على خطوط التماس بات "مسألة نسبية" أمام خطر يتغلغل في العمق الجغرافي للبلاد.

اعتراف رسمي بانتشار "داعش" في المدن الكبرى
قدم وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، صورة غير مسبوقة عن البيئة التي ينشأ منها الخطر المتنامي، مقراً في تصريح أخير بأن "الكثير ممن لم تعجبه سياستنا انضم لتنظيم داعش". الأهم في تصريح خطاب هو حديثه عن أن التنظيم قد بدأ بالانتشار الفعلي في المدن السورية الكبرى، من دمشق وحلب إلى إدلب واللاذقية وطرطوس وحماة والبادية.

ويشير هذا الاعتراف الرسمي إلى أن تحدي التنظيم لم يعد مقتصراً على بقايا في مناطق صحراوية أو قرى هامشية، بل يمتد إلى مراكز حضرية رئيسية وساحلية وداخلية، مستثمراً حالة التحول السياسي والأمني الذي تعيشها البلاد. هذا التمدد يعيد تعريف البيئة الأمنية الداخلية ويجعل أي حديث عن استقرار على خطوط المواجهة أمراً معلقاً بالتهديدات الداخلية المتجددة.

"قسد" تحذر: السجون والمخيمات "قضية دولية" قابلة للانفجار
بالتوازي مع هذا التحول، أضاف القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، طبقة أخرى من المعطيات المتعلقة بما يسميه "التهديد المستمر" للتنظيم، سواء في شكل خلايا نائمة أو في شكل سجون ومخيمات مكتظة بعناصره وعائلاتهم.

أكد عبدي، في أكثر من مناسبة، أن تنظيم "داعش" "لا يزال قائماً" وأن خلاياه تواصل النشاط في مناطق مختلفة من شمال وشرق سوريا، مشيراً إلى أن "قسد" تدير أكثر من 26 مركز احتجاز وثلاثة سجون رئيسية تضم نحو 10 آلاف سجين من عناصر التنظيم، بالإضافة إلى مخيمات تضم عشرات الآلاف من عوائل المقاتلين، وفي مقدمتها مخيم الهول المشتعل.

وحذر القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية من أن أي نجاح لأي خطط استخباراتية تستهدف شن هجمات على هذه السجون والمخيمات، على غرار الهجوم الذي استهدف سجن غويران في الحسكة عام 2022، سيعني عودة سريعة لمقاتلين أشد تطرفاً إلى الميدان.

دعوة للمقاربة الدولية الشاملة
وفي قراءة متعمقة للتحدي، أكد عبدي أن قضية معتقلي "داعش" وعائلاتهم ليست شأناً محلياً يمكن تركه لقواته وحدها، بل هي "قضية دولية" لا يمكن التعامل معها إلا من خلال مقاربة أوسع تشارك فيها الأمم المتحدة ودول المنطقة والدول التي يحمل هؤلاء جنسياتها.

وشدد على أن إبقاء عشرات الآلاف في مخيمات مثل الهول من دون حلول سياسية وقضائية وإعادة تأهيل كافية، يخلق بيئة جاهزة لإنتاج جيل جديد يحمل أفكار التنظيم ويعيد تدويرها. وفي هذا السياق، تصبح السجون والمخيمات جزءاً من معادلة التهديد وليست مجرد ملف إنساني أو إداري، لأن أي خلل أمني أو سياسي فيها قد ينعكس موجات حركة تتجاوز الأراضي السورية لتصل إلى الدول المجاورة، وعلى رأسها العراق.