في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في فرنسا،
أعلن وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو عن عزمه حظر ارتداء الحجاب من قبل
الأمهات المرافقات في الرحلات المدرسية، وقد صبّ الزيت على النار بوصفه الحجاب
بـ"رمز للدونية".
هذا التصريح لم يمر مرور الكرام، فقد
أثار موجة من الانتقادات والاستياء في أوساط المجتمع الفرنسي، لا سيما من الجالية
المسلمة. فمن جهة، اعتبر الكثيرون أن هذا الإجراء يمثل انتهاكاً صارخاً لحرية
المعتقد والدين، ويمس بحق المرأة في اختيار ملابسها.
ومن جهة أخرى، رأى آخرون أن هذا القرار يأتي في
سياق تصاعد موجة الإسلاموفوبيا في فرنسا، ويساهم في تعميق الانقسامات المجتمعية.
وقد برر الوزير قراره بحجة الحفاظ على
قيم الجمهورية الفرنسية، مدعياً أن الحجاب يمثل تهديداً لهذه القيم. إلا أن
منتقديه يرون أن هذا التبرير واهٍ، وأن حظر الحجاب لن يحل أي مشكلة، بل سيزيد من
التوتر والاحتقان.
هذا الجدل يأتي في ظل مناقشات مستمرة
حول دور الدين في المجتمع الفرنسي، ومدى التوافق بين المبادئ الدينية والقيم
الجمهورية. وقد أعاد هذا الملف إلى الواجهة، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل العيش
المشترك في فرنسا، وحقوق الأقليات الدينية.