انتصار الثورة الإسلامية في إيران.. عشرة أيام غيرت وجه التاريخ

کاتب ٢ 1 شباط 2025 86 مشاهدة
# #

في فجر أحد الأيام، انتصرت الثورة الإسلامية الإيرانية، حيث نزل الإمام الخميني من الطائرة وسط هتافات "الله أكبر" ونشيد "خميني يا إمام". وبعد أن شكر الشعب على مشاعره، تعهد بطرد الشاه واجتثاث الفساد، ثم توجه إلى جنة الزهراء لتجديد العهد مع الشهداء.
ألقى الإمام خطابه التاريخي من جوار مراقد الشهداء، معبراً عن تقديره للشعب الذي قدم كل شيء في سبيل الله، ومواسياً الأمهات والآباء والأبناء الذين فقدوا أحباءهم. وأشار إلى أن الشاه هرب وبدد ثروات البلاد، ودعا الجيش إلى الاستقلال، شاكراً الفئات التي التحقت بصفوف الشعب.
رداً على تصريحات شاهبور بختيار، أكد الإمام أنه سيشكل حكومة بدعم الشعب، وسيلقن الحكومة الحالية درساً لن تنساه. وعلى الرغم من البرد القارس، قضى آلاف المتحمسين لزيارة الإمام الليل في الطريق الذي سيسلكه.
وفيما كان التلفزيون الإيراني يعرض مراسم عودة الإمام، هاجمت قوة من الجيش مبنى التلفزيون وسيطرت عليه، مما أثار غضب الشعب الذي ألقى بأجهزته التلفزيونية إلى الشوارع.
في اليوم التالي، ألقى الإمام خطاباً شاملاً في جمع من علماء الدين، أكد فيه أن النظام الملكي كان مخالفاً للعقل، وأن الشعب يجب أن يقرر مصيره بنفسه، مشيراً إلى أن جميع مصائب إيران هي من أمريكا والاتحاد السوفيتي وإنجلترا.
من جهته، هاجم رئيس الوزراء شاهبور بختيار الثورة والإمام والشعب، وقلل من شأن استقبال الملايين للإمام، وأعلن عن رغبته في مقابلته.
وفي اليوم الثالث، أعلن الإمام عن تشكيل مجلس مؤقت لقيادة الثورة، وتكليف الحكومة المؤقتة بإعداد الاستفتاء العام على الدستور، مؤكداً عدم شرعية حكومة بختيار، ودعا الشعب إلى عدم القيام بأي شيء يضطره إلى إعلان الجهاد.
بعد اجتماع مجلس قيادة الثورة، تم انتخاب المهندس مهدي بازركان رئيساً للوزراء. وفي هذا اليوم، تجمع الملايين لزيارة الإمام، في حين أعلن بختيار عن استعداده للسماح للإمام بإقامة دولة شبيهة بالفاتيكان في مدينة قم.
وفي اليوم الرابع، تواصلت مسيرات التبريك بعودة الإمام، ودعا الإمام الشباب إلى الاستمرار في التظاهرات والاعتصامات. وحاول بختيار أن يقدم نفسه كشخص معتدل، معلناً أن الأبواب لا تزال مفتوحة للحوار مع الإمام، ومؤكداً أنه لن يسمح للإمام بإقامة الحكومة المؤقتة.
وفي اليوم الخامس، أعلن الشيخ علي أكبر هاشمي رفسنجاني عن انتخاب بازركان رئيساً للوزراء، وكلفه الإمام بإجراء استفتاء عام على الجمهورية الإسلامية، وتأسيس مجلس الخبراء للمصادقة على الدستور، وإجراء انتخابات مجلس الشورى.
وفي اليوم السادس، تابع الإمام توعية الشعب، مشيراً إلى أن الردود الإيجابية من بختيار والجيش تجاه الثورة الإسلامية ستكون مفيدة للبلاد. وعمت مسيرات التأييد للحكومة المؤقتة مختلف مدن إيران.
وفي اليوم السابع، أكد الإمام على ضرورة الاستمرار في الثورة، وعلى وجوب محاكمة الشاه. وعقد رئيس الولايات المتحدة ووزيرا الخارجية والدفاع اجتماعاً لمناقشة أوضاع إيران، في حين أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها لا تزال تعترف رسمياً بحكومة بختيار.
وفي اليوم الثامن، أعلن قادة القوة الجوية بيعتهم للإمام، وانتشر الخبر في جميع أنحاء العالم كدليل على التحاق الجيش بالإمام. واستمر الشعب في تأييد الثورة، وأعلن الإمام أن تأييد الحكومة المؤقتة تكليف شرعي، ومعارضتها حرام.
وفي اليوم التاسع، شن جنود الحرس الملكي هجوماً على معسكر القوة الجوية، مما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الجنود والشعب. وبعد أن علم الناس بما حدث، تجمعوا حول المعسكر دعماً للطيارين، ووصلت الاشتباكات إلى ذروتها في منتصف الليل، عندما هاجم جنود الحكومة العسكرية المتظاهرين، وتمكنوا من اعتقال 152 شخصاً.
وفي اليوم العاشر، استمر الاعتصام أمام معسكر القوة الجوية، وقام رفاق المعتقلين بتسليح الشعب. وفي الساعة الرابعة والنصف عصراً، سقط مركز شرطة طهران الجديدة، وبعد ذلك سقطت بقية المراكز بيد الشعب.
وأعلن الحاكم العسكري عن زيادة ساعات حظر التجوال، ولكن بعد اشتداد هجوم الشعب على المراكز والمعسكرات، اضطر إلى تمديد ساعات الحظر إلى الساعة الثانية عشرة ظهراً.
وألغى الإمام الخميني الحكومة العسكرية التي أعلنها الحاكم العسكري، وحذر الحرس الملكي من مغبة الاستمرار في قتل المتظاهرين.
وفي يوم النصر التالي، قدم شاهبور بختيار استقالته، وشنّت دبابات الحرس الملكي هجوماً على معسكر القوة الجوية، ولكن الناس تصدوا لها.
وفي يوم الانتصار، سقطت بيد الشعب ترسانة الجيش وسجن إيفين ومقر سافاك والمجلسين والإذاعة والتلفزة ورئاسة الوزراء والدرك والشرطة. وتم اعتقال عدد من المسؤولين في النظام السابق، وقُتِلَ قائد القوة البرية.
وأعلنت القوات المسلحة دعمها للإمام الخميني، وطلب الإمام من الشعب إعادة النظام والهدوء إلى البلاد.
وهنأ كل من آيات الله العظام المرعشي النجفي والشيرازي الشعب على انتصار الجمهورية الإسلامية.
وبعد سقوط النظام، شكر طيارو القوة الجوية الشعب على تعاونه، وأرسل ياسر عرفات رسالة تهنئة إلى الإمام، كما بعث آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي برقية تهنئة للإمام.
واستمر الدعم الواسع للحكومة المؤقتة في مختلف المدن، وقام الشعب باحتلال مراكز الدولة والمراكز الإدارية، وتشكيل لجان ثورية مسلحة.
وحطمت الجماهير تماثيل الشاه وعائلته، وبدأت الحكومة المؤقتة عملها.
وفي النهاية، تحقق الانتصار، وأسقطت الثورة الإسلامية للشعب الإيراني بقيادة الإمام الخميني النظام الشاهنشاهي الذي دام 2500 سنة.
ودعا الإمام الشعب إلى اليقظة والانضباط الثوري وإطاعة أوامر القيادة والحكومة الإسلامية المؤقتة، مؤكداً أن الثورة لم تنتصر بعد بشكل كامل، وأن المؤامرات لا تزال قائمة.

حقوق الطبع والنشر © 2024 Video IQ