شهدت شوارع
مدينة الكاظمية المقدسة في العاصمة بغداد، مشهدًا مهيبًا يعيد إلى الأذهان
الزيارات المليونية في يوم عاشوراء المجيد حيث احتشد عشرات الآلاف للمشاركة في
التشييع الرمزي للأمين العام لحزب الله، الشهيد السيد حسن نصر الله، والسيد هاشم
صفي الدين، وذلك بعد أشهر من اغتيالهما في جريمة نكراء أثارت غضبًا شعبيًا واسعًا
وإصرارًا على مواصلة المقاومة.
وسط إجراءات
أمنية مشددة، انطلقت مواكب التشييع، وتعالت الهتافات المنددة بالجريمة والمؤكدة
على التمسك بنهج المقاومة لم يثنيها برد أو حالة مرضية أو سن. وكالة فيديو الإخبارية كانت حاضرة في قلب الحدث، حيث
رصدت عدسات كاميراتها ردود أفعال المشيعين وتغطية تفاصيل المواكب.
تشييع مهيب كـ
"يوم عاشوراء"
عبر المشاركون
في التشييع المهيب عن إيمانهم بأن دماء الشهيد نصر الله لن تذهب سدى، وأنها تمثل
استمرارًا لتضحيات الإمام الحسين في عاشوراء، التي أضاءت طريق الأحرار. وأكدت إحدى
المشاركات لفيديو الإخبارية أن نساء التشييع هن زينبيات، وشبابه حسينيون وحسنيون،
وشعارهم النصر أو الشهادة.
وأشار مشارك
آخر إلى أن الحشود الغفيرة هي دليل قاطع على استمرار المقاومة، وأن هذه التضحيات
تزيد المقاومين قوة وعزيمة على مواصلة النضال حتى تحرير جميع الأراضي المحتلة.
وأضاف لوكالة فيديو الإخبارية أن هذا اليوم هو
كعاشوراء، وأن استشهاد نصر الله هو يوم استشهاد لكل المقاومين، وامتداد لطريق
الحاج قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس.
جدد المشاركون
العهد على المضي قدمًا في طريق المقاومة، مؤكدين بقاءهم على العهد مع الإمام الحسين
والشهيد حسن نصر الله، والتزامهم بالثأر لدماء الشهداء. واختتموا هتافاتهم
بالتأكيد على أنهم جميعًا حسن نصر الله، وأنهم باقون ما دام فيهم السيد علي
السيستاني والسيد علي الخامنئي، وأنهم سيقدمون أرواحهم وأنفسهم وأموالهم وكل ما
يملكون من أجل القضية الإسلامية والمقاومة الإسلامية.
سيد المقاومة
وقدوتها
أحد المشايخ
المشاركين في التشييع أكد لوكالة فيديو الإخبارية أن الحشود الغفيرة التي شهدها
اليوم هي شهادة على حضور العالم بأكمله، وأن جميع الأصوات الوطنية والمؤمنة بقضية
المقاومة قد لبت النداء، وأن هذا الحضور هو دليل على أن شهادة الشهيد نصر الله
كانت على حق.
وأضاف أن هذا
اليوم هو يوم الشهيد الذي ضحى بنفسه من أجل المستضعفين وغزة وفلسطين، وأنه سيد
المقاومة والقدوة ورمزها، وأنه مثل الجهاد بكل صوره، وأنه قارَعَ الباطل والشيطان
الأكبر، وكشف زيف بعض الأنظمة العربية التي باعت نفسها للمحتل والصهاينة.
أحد المشاركين في التشييع وهو يجلس على كرسي
متحرك يقول لفيديو الإخبارية، لو إستطعنا الذهاب إلى لبنان لكنا هنالك من الحاضرين
في مواساة اهلنا بلبنان باستشهاد القائد الشهيد حسن نصر الله، مؤكدا ان ما نراه
اليوم هو انتصار الدم على السيف والمقاومة مستمرة بأذن الله.
إسرائيل إلى
زوال
وفي سياق
متصل، قال مشيع آخر لفيديو الإخبارية إنه جاء ليجدد العهد لشهيد المقاومة، وإن
قلبه يعتصر ألمًا وحزنًا على فقدان قائد قل نظيره في العقود الأخيرة، وإن المقاومة
لن تهون، بل هي متجددة، وإن زوال إسرائيل قريب، فهذا وعد الله، وإن الله لا يخلف
الميعاد.