أوضح الشيخ نور الساعدي، الباحث في الشأن الاسلامي، أن مسألة تحديد بداية شهر رمضان، التي تتعلق برؤية الهلال، تعتمد على مبنى علمي وشرعي مختلف بين العلماء، وإن الأمر في جوهره طبيعي جدا، ويكمن الاختلاف بين المراجع في كيفية التوصل إلى الرؤية.
وقال الشيخ الساعدي في حديث له عبر برنامج "أسرار" على وكالة "فيديو الإخبارية"، أن بعض الفقهاء يعتمدون على رؤية العين المجردة، بينما آخرون يثقون في الرؤية باستخدام "المنظار المسلح"، وهناك رواية تقول "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته"، مشيرا إلى أن "بعض الفقهاء يعتمدون على رؤية الهلال بالعين المجردة، بينما آخرون يعتبرون أنه يجب استخدام وسائل مساعدة مثل المناظير لتحديد الهلال بدقة أكبر".
وأكد الساعدي على أن "المسألة تختلف أيضا من ناحية الحسابات الفلكية، حيث يمكن تقدير حركة الهلال بدقة عبر الأساليب العلمية الحديثة"، لافتا إلى أنه "قد يتم تحديد وقت ولادة الهلال فلكيا، لكن ذلك لا يعني بالضرورة رؤيته بالعين المجردة. هذا الاختلاف بين الحسابات الفلكية والرؤية العينية قد يؤدي إلى تباين في تحديد بداية الشهر".
كما أشار الساعدي إلى، أن "بعض المراجع الإسلامية في لبنان وفي الجمهورية الإسلامية يعتمدان على تقويم يمتد لعدة عقود، حيث يثبتون مواعيد معينة لعيد الفطر والشهر المبارك بناء على هذه الحسابات. من جهة أخرى، هناك من يرى أن الآية الكونية المتعلقة برؤية الهلال يمكن أن تفهم بطرق متعددة، مما يؤدي إلى اختلاف بين العلماء في تحديد بداية الشهر".
واختتم حديثه مشددا على أن "تحديد بداية شهر رمضان يظل مسألة اجتهادية تعتمد على منهجية الفقيه ومبادئه في تفسير الأدلة الشرعية والعلمية".