شهدت مناطق الأعظمية في بغداد، اليوم الاحد، بالإضافة إلى محافظتي الأنبار ونينوى، حالة استثنائية وغير مسبوقة في تحديد موعد عيد الفطر لعام 2025، حيث شهدت هذه المناطق انقساما واضحا بين الأهالي والجهات الدينية في إعلان الموعد الرسمي للاحتفال بالعيد.
ففي صباح اليوم الأحد (30 آذار)، أدى العشرات من سكان بغداد صلاة عيد الفطر في الساحات والشوارع العامة، بينما واصل النصف الآخر صيامهم حتى يوم الاثنين، 31 آذار. وتجمع المصلون في منطقة الأعظمية قرب المقبرة الملكية بعد إغلاق مسجد أبو حنيفة التابع للوقف السني، الذي أعلن إتمام شهر رمضان.
وفي مشهد غير مألوف، لم يلاحظ وجود علماء دين أو مشايخ، بل تولى أحد وجهاء منطقة الأعظمية إمامة الصلاة، فيما حضر العشرات من سكان المناطق المجاورة مثل العامرية والتاجي والطارمية واليوسفية، فضلا عن الفلوجة، التي قدموا لأداء الصلاة في الأعظمية بعد إغلاق المساجد في مناطقهم.
وفي محافظة نينوى، أقام عدد من سكان مدينة الموصل صلاة العيد في بارك المثنى، على الرغم من إعلان الجهات الدينية الرسمية في المدينة أن يوم الأحد هو المتمم لشهر رمضان المبارك. وقد اعتبر بعض المصلين هذا المشهد مخالفة لما أعلنته هيئة الرؤية الشرعية، بينما رأى آخرون أنه مؤشر على حالة الارتباك والانقسام التي شهدتها البلاد بشأن تحديد موعد عيد الفطر.
أما في محافظة الأنبار، فقد شهدت بعض المدن حالة مشابهة، حيث أقيمت صلاة العيد في الساحات العامة بحضور سياسيين وبعض المواطنين، غاب عنها رجال الدين المعروفين في المحافظة. وقد امتلأت الشوارع في الفلوجة والبغدادي وحديثة بالمصلين في مشهد غير تقليدي، بينما شهد قضاء الكرمة أداء الصلاة داخل أحد المساجد.
تزامن هذا الانقسام مع تأخر الإعلان الرسمي عن موعد عيد الفطر من قبل الوقف السني، ما أدى إلى تباين المواقف بين الجهات الدينية المختلفة. فبينما أعلنت هيئة علماء المسلمين ودار الإفتاء العراقية أن يوم الأحد سيكون أول أيام العيد، قررت جهات أخرى مثل الوقف السني والمجمع الفقهي العراقي أن يوم الاثنين هو أول أيام العيد، مما أدى إلى تباين واضح في التزام الأهالي في مختلف المناطق.
وأثار هذا الجدل تساؤلات واسعة في الأوساط الدينية والاجتماعية، حيث اعتبر البعض أن هذا الانقسام يعكس تباين المرجعيات الدينية التي يعتمد عليها السكان. في المقابل، دعا ناشطون وشخصيات دينية إلى ضرورة توحيد الرؤية مستقبلا لضمان وحدة الصف في المناسبات الدينية الكبرى، مؤكدين على أهمية التنسيق بين المؤسسات الدينية المختلفة.
وفي هذا السياق، شهد جامع الكرمة الكبير في قضاء الكرمة بمحافظة الأنبار إقامة صلاة العيد على الرغم من قرار الوقف السني، ليكون بذلك المسجد الوحيد الذي فتح أبوابه أمام المصلين، بينما حدد الوقف السني يوم الاثنين كأول أيام العيد.
ومن جهة أخرى، أعلنت دار الإفتاء العراقية في البداية أن الأحد 30 آذار هو أول أيام العيد، ثم تراجعت وأكدت أنه متمم لشهر رمضان، بينما أعلن ديوان الوقف السني أن يوم الاثنين هو أول أيام العيد. وقد تمثل هذا التباين في إقليم كردستان الذي أعلن بشكل ثابت أن الأحد هو أول أيام عيد الفطر، مع بدء تكبيرات العيد في المساجد.
وكشف مصدر مطلع في ديوان الوقف السني، لوكالة "فيديو الإخبارية"، أن الارتباك في تحديد موعد العيد جاء نتيجة ضغوط سياسية وإقليمية، حيث تم الإعلان عن يوم الاثنين كأول أيام العيد بعد انقسام داخل لجنة ثبوت الرؤية، بين من دعا لتوحيد يوم العيد مع دول إقليمية مثل السعودية وتركيا، ومن تمسك بالضوابط الشرعية.