تستعد الولايات المتحدة وإيران لعقد جولة ثانية من المفاوضات غير المباشرة، اليوم السبت، في العاصمة الإيطالية روما، لمناقشة جدول زمني محتمل للمفاوضات وإطار عام لاتفاق نووي جديد.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن المناقشات ستتناول بشكل رئيسي كيفية ضمان امتثال إيران لقيود تخصيب اليورانيوم وتفاصيل البنية التحتية النووية الإيرانية، في ظل المخاوف من خطر التوصل إلى اتفاق دون جرد دقيق للمواد النووية التي تمتلكها طهران حاليا.
وقال ديفيد أولبرايت، مفتش الأسلحة السابق، إن إيران بحاجة إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لبناء الثقة بشأن سلمية برنامجها النووي، مضيفا أن غياب الأساس التفصيلي حول الأنشطة النووية الإيرانية يجعل من الصعب ضمان امتثال طهران لأي اتفاق نووي جديد.
فيما أفادت مصادر صحفية أن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الذي زار إيران هذا الأسبوع، لم يتأكد بعد ما إذا كانت طهران ستستجيب لطلب الوكالة بتقديم معلومات دقيقة حول أنشطتها النووية. ورغم المناقشات المستمرة، دعت الوكالة طهران إلى زيادة التعاون لإثبات سلمية برنامجها النووي.
من جانبها، تقلل إيران من توقعات حدوث اتفاق سريع، إذ ذكر المرشد الإيراني علي خامنئي الأسبوع الماضي أنه "ليس متفائلا ولا متشائما بشكل مفرط" بشأن المفاوضات، في وقت يواصل فيه المسؤولون الأميركيون التأكيد على ضرورة منع إيران من امتلاك سلاح نووي. وفي هذا السياق، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن "إيران يجب ألا تمتلك سلاحا نوويا"، مؤكدا أنه يريد أن ترى إيران "عظيمة ومزدهرة".
وتستمر إيران في خرق بعض بنود الاتفاق النووي المبرم عام 2015، حيث تجاوزت السقوف المقررة لتخصيب اليورانيوم، وهو ما يراه العديد من الدول الغربية تهديدا لجهود الحد من انتشار الأسلحة النووية.
وفيما يخص موقف إيران التفاوضي، أشار مسؤول إيراني رفيع إلى أن بلاده ترفض التفاوض بشأن تفكيك أجهزة الطرد المركزي أو خفض مخزون اليورانيوم المخصب إلى ما دون الحدود المتفق عليها في 2015، كما ترفض التفاوض حول قدراتها الدفاعية بما في ذلك الصواريخ.
وتستمر المحادثات، التي ستعقد في سفارة سلطنة عمان في روما، بتوسيع فجوة بين الجانبين الإيراني والأميركي، رغم عزمهما على مواصلة المسار الدبلوماسي. من المتوقع أن تستمر المحادثات لمدة خمس ساعات على الأقل، حيث وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى روما مساء الجمعة، للمشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة، التي ستكون عبر وزير الخارجية العماني.