عمان ترفض التعاون العسكري مع واشنطن في حرب اليمن

كاتب 3 19 نيسان 2025 50 مشاهدة
# #

في خطوة تحمل دلالات استراتيجية واضحة، رفضت سلطنة عمان طلبا أمريكيا باستضافة وحدات من الأسطول البحري الأمريكي واستخدام موانئها لأغراض لوجستية في سياق التصعيد العسكري الجاري ضد جماعة الحوثي في اليمن، وفقا لتقارير نشرتها وسائل إعلام بريطانية.
 
وكشف موقع "ميدل إيست مونيتور" أن واشنطن تقدمت بطلب رسمي إلى مسقط للسماح لحاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسون" ومجموعة السفن المرافقة لها، بالتزود بالوقود وتجديد الإمدادات في الموانئ العمانية الواقعة على سواحل بحر العرب. 
 
إلا أن سلطنة عمان، المعروفة بسياساتها المتوازنة ونهجها الحيادي، رفضت الطلب وأكدت عدم رغبتها في الانخراط بأي ترتيبات عسكرية مباشرة قد تفسر على أنها انحياز لطرف في النزاع اليمني.
 
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه المنطقة توترا متصاعدا، مع وصول حاملة الطائرات الأمريكية إلى مناطق قريبة من السواحل العمانية، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرا على استعداد أمريكي للدخول في مرحلة جديدة من التصعيد العسكري في اليمن.
 
وأكدت تقارير تتبع حركة الملاحة العالمية وجود تحركات ملحوظة للأسطول الأمريكي في محيط بحر العرب، ما زاد من التكهنات حول نوايا واشنطن لتوسيع نطاق عملياتها في المنطقة.
 
اللافت أن موقف عمان ليس معزولا، حيث سبقتها كل من السعودية والإمارات في نفي أي مشاركة في خطط أمريكية تتعلق بتصعيد العمليات البرية أو تنفيذ ضربات عسكرية إقليمية، ما يشير إلى وجود إجماع خليجي حذر تجاه عدم الانخراط في تصعيد جديد قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.
 
ويؤكد مراقبون أن موقف عمان ينسجم مع سياستها التقليدية القائمة على الوساطة والحياد، ويرسل رسالة واضحة برفضها لأي مغامرة عسكرية قد تشعل صراعا أوسع في الإقليم. كما يعكس الموقف الخليجي العام تحولا في أولويات الأمن الإقليمي، حيث تتجه دول الخليج نحو التهدئة والحلول الدبلوماسية بدلا من الانخراط في صراعات مفتوحة.
 
في المقابل، تواجه الولايات المتحدة تحديا متزايدا في حشد دعم إقليمي لتحركاتها في اليمن، في وقت تتزايد فيه الدعوات إلى ضبط النفس وتغليب الحلول السياسية على الحلول العسكرية التي قد تؤدي إلى مزيد من التعقيد في المشهد اليمني والإقليمي.

حقوق الطبع والنشر © Video IQ