سجلت أسعار الذهب تراجعاً ملحوظاً اليوم الثلاثاء، مع انخفاض الإقبال على المعدن الثمين كملاذ آمن في ظل مؤشرات على تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الرئيسيين. ويأتي ذلك في وقت يترقب فيه المستثمرون صدور بيانات اقتصادية أميركية مهمة يمكن أن تؤثر في توجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
وانخفض سعر الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.9% إلى 3308.29 دولاراً للأونصة، فيما تراجعت العقود الأميركية الآجلة بنسبة 0.7% لتسجل 3321.20 دولاراً.
وأشار "ييب جون رونغ"، محلل الأسواق في شركة "آي جي"، إلى أن الأجواء في الأسواق باتت أكثر تفاؤلاً، مرجحاً أن تكون المرحلة الأصعب من النزاع التجاري قد انقضت، خاصة مع صدور تصريحات إيجابية بشأن الاتفاقات التجارية.
وفي السياق ذاته، صرح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن عدداً من الدول قدمت مقترحات مشجعة لتفادي فرض رسوم جمركية أميركية جديدة، متوقعاً أن تكون الهند من أولى الدول التي توقّع اتفاقاً تجارياً جديداً مع واشنطن. وأوضح أن الخطوات الأخيرة التي اتخذتها الصين، والتي شملت إعفاء بعض السلع الأميركية من الرسوم، تعكس نوايا بكين لخفض حدة النزاع.
وتتجه الإدارة الأميركية اليوم نحو تقليل أثر الرسوم الجمركية على صناعة السيارات، عبر تخفيف بعض الأعباء عن قطع الغيار المستوردة المستخدمة في التصنيع المحلي.
ورغم هذه التطورات، حذر عدد من المحللين الذين شاركوا في استطلاع أجرته "رويترز" من بقاء خطر الركود العالمي مرتفعاً، مشيرين إلى أن السياسة التجارية الحالية أضعفت ثقة قطاع الأعمال.
وكان الذهب قد وصل إلى أعلى مستوياته التاريخية الأسبوع الماضي عند 3500.05 دولاراً للأونصة، محققاً زيادة تتجاوز 25% منذ بداية العام، مدعوماً بمخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي وتصاعد التوترات الجيوسياسية.
ومن المرتقب أن تصدر لاحقاً اليوم بيانات سوق العمل الأميركية، يليها تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الأربعاء، في حين يُنتظر تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة، وهي بيانات قد تُسهم في رسم ملامح السياسة النقدية المقبلة.
أما بالنسبة لباقي المعادن النفيسة، فقد ارتفعت الفضة بشكل طفيف بنسبة 0.1% إلى 33.21 دولاراً للأونصة، بينما استقر البلاتين عند 986 دولاراً، وتراجع البلاديوم بنسبة 0.1% إلى 948.06 دولاراً.