Weather Data Source: 30 days weather Baghdad
بغداد
عاجل

السوداني يكتشف جوع المرضى ويصمت.. أين ذهبت وعود الإصلاح والمحاسبة؟

#
كاتب 4    -      228 مشاهدة
4/05/2025 | 10:40 PM

في مشهد صادم ومؤسف، كشفت زيارة سابقة لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى مستشفى الكاظمية التعليمي عن حجم الإهمال واللامبالاة التي يعاني منها المرضى في المستشفيات الحكومية، حين فاجأ أحد المرضى الراقدين رئيس الوزراء بإجابة لم تكن متوقعة.

 
وخلال تجوله في أروقة المستشفى، سأل السوداني المريض: "كم عدد وجبات الطعام التي تُقدَّم لكم يوميًا؟"، فأجابه المريض بكل وضوح: "ولا وجبة واحدة". صدمة السوداني كانت واضحة، خاصة بعد أن كان مدير المستشفى قد أبلغه سابقًا أن المرضى يتلقون ثلاث وجبات يوميًا.
 
ولكن الصدمة الأكبر لم تكن في كذب الإدارة أو مأساة الجوع داخل المؤسسات الصحية، بل في رد فعل رئيس الوزراء نفسه، الذي اكتفى بالملاحظة ولم يتخذ أي إجراء عقابي بحق وزير الصحة، أو مدير عام صحة الكرخ، أو حتى إدارة المستشفى المقصّرة، رغم أن الواقعة موثقة ومباشرة.
 
محللون: في الدول المحترمة... يُقال الوزير فورًا
 
وصف مراقبون ما جرى بأنه "فضيحة حكومية مكتملة الأركان"، منتقدين صمت السوداني عن محاسبة أي من المسؤولين، رغم تعهده قبل توليه رئاسة الحكومة  بأن تكون المحاسبة الفورية ومكافحة الفساد الإداري والمالي حجر الزاوية في برنامجه.
 
وأكد المحللون أن ما حدث في مستشفى الكاظمية لم يكن مجرد تقصير، بل استهتار بحياة الناس وكرامتهم، وكان يجب أن يقابله تحرك عاجل يشمل إقالة وزير الصحة شخصيًا، كما يحدث في أي دولة تحترم شعبها، لكن ذلك لم يحصل في العراق، حيث ما زال الفساد يُكافأ بالصمت، وتُدفن الحقائق في أروقة الإدارات الحكومية.
 
وعود بلا تنفيذ... ورئيس وزراء بلا حزم
 
أين ذهبت وعود السوداني بإصلاح القطاع الصحي؟ وأين اختفت شعارات الشفافية والمساءلة التي صدّع بها رؤوس الناس قبل توليه المنصب؟ تساؤلات يطرحها العراقيون اليوم، في وقت تتعالى فيه أصوات الغضب من أداء الحكومة في واحدة من أبسط الحقوق الإنسانية: توفير الطعام لمرضى يرقدون في المستشفيات.
 
وهذه الحادثة، التي تحولت إلى رمز لانهيار منظومة الرقابة الحكومية، تُعيد فتح ملف الفساد والإهمال في قطاع الصحة، وتضع علامات استفهام كبيرة حول جدية رئيس الوزراء في فرض هيبة الدولة، وتحقيق وعوده التي أطلقها... ثم تجاهلها.