في تأكيد جديد على تسارع أزمة المناخ، أفاد مرصد "كوبرنيكوس" الأوروبي لتغيّر المناخ أن شهر حزيران/يونيو 2025 سجّل ثالث أعلى متوسط حرارة عالميًا لهذا الشهر منذ بدء التسجيلات المناخية، متجاوزًا مستويات تاريخية غير مسبوقة، ولا يسبقه في الترتيب سوى يونيو 2023 و2024.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
ووفقًا للنشرة الشهرية الصادرة عن الخدمة المموّلة من الاتحاد الأوروبي، بلغ متوسط درجة حرارة الهواء السطحي عالميًا 16.46 درجة مئوية، ما يزيد بـ 0.47 درجة عن متوسط الفترة بين 1991 و2020، وبـ 1.3 درجة عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية (1850–1900).
أوروبا تحترق.. والمحيطات تغلي
على مستوى القارة الأوروبية، جاء حزيران خامسًا في قائمة الأشهر الأكثر حرارة، بمتوسط بلغ 18.46 درجة. لكن أوروبا الغربية عاشت أسخن حزيران في تاريخها، حيث وصل المعدل إلى 20.49 درجة مئوية، ما سبّب موجة حر غير اعتيادية اجتاحت مناطق واسعة وأدت إلى "إجهاد حراري شديد للغاية"، بحسب سامانثا بورغيس، المسؤولة الإستراتيجية في المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى.
بورغيس حذّرت من أن العالم يتجه نحو مزيد من موجات الحر "الأكثر تكرارًا وشدة وتأثيرًا على مزيد من السكان في عموم أوروبا".
خارج أوروبا، شهدت دول كبرى كسائر الولايات المتحدة، وشمال كندا، وآسيا الوسطى والشرقية، وأجزاء من غرب القارة القطبية الجنوبية، ارتفاعات ملحوظة في درجات الحرارة مقارنة بمتوسط حزيران المعتاد.
حرارة قياسية في البحار.. إنذار أحمر للبيئة
لم تسلم المحيطات من لهيب الاحتباس الحراري؛ إذ بلغ متوسط درجة حرارة سطح البحر في خطوط العرض بين 60 شمالًا و60 جنوبًا 20.72 درجة مئوية، في ثالث أعلى مستوى مسجّل لهذا الشهر على الإطلاق.
وفي تطور خطير، رُصدت موجة حر بحرية "استثنائية" في غرب البحر الأبيض المتوسط، وصلت خلالها درجات حرارة سطح البحر اليومية إلى ذروة 27 درجة مئوية، وهي الأعلى على الإطلاق في المنطقة لشهر يونيو، ما اعتُبر "أكبر شذوذ يومي" في درجات الحرارة البحرية المسجلة عالميًا لأي شهر.
التحذير الأخير؟
وحذّر الدكتور جوليان نيكولاس، كبير علماء مرصد كوبرنيكوس، من أنّ الاتجاه طويل الأمد لارتفاع درجات حرارة المحيطات واضح ولا يمكن تجاهله، مؤكدًا أن المحيطات تمتص حوالي 90% من فائض الحرارة الناتج عن النشاط البشري، مما يهدد النظم البيئية البحرية والتنوع البيولوجي بشكل متزايد.
وختم نيكولاس بدعوة ملحّة إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة وتسريع جهود التكيّف مع التغير المناخي، مؤكدًا أن:
"تقليل الانبعاثات وتكييف مدننا ومجتمعاتنا لمواجهة الظواهر الجوية المتطرفة لم يعد خيارًا، بل ضرورة حتمية."