تشهد الساحة السياسية السنية في العراق تصاعداً ملحوظاً في حجم الخلافات والانقسامات الداخلية مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة.
فبينما يُفترض أن يعكس التنافس السياسي تنوعاً في الرؤى والبرامج، يرى مراقبون أن ما يجري اليوم هو صراع نفوذ ومصالح شخصية تغيب عنه الرؤية الوطنية الجامعة وتغلب عليه الحسابات الفردية والمنافع الحزبية.
انتقادات حادة لأداء القيادات التقليدية
عضو الإطار التنسيقي سلام حسين وصف المشهد بأنه “صراع زعامة أكثر من كونه تنافساً انتخابياً”، مشيراً إلى أن "بعض الكتل السنية انشغلت بمصالحها الخاصة على حساب طموحات المكون".
وأوضح حسين، أن “العديد من القيادات فقدت ثقة الشارع بسبب ارتباطها بملفات فساد وسوء إدارة، وهو ما انعكس على شعبيتها في أكثر من محافظة، خصوصاً نينوى، التي شهدت رفضاً واسعاً لرئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي بسبب فشله في تقديم نموذج سياسي ناجح.”
دعوات لتجديد القيادة وبناء مشروع وطني
وأكد حسين أن “الشارع السني يبحث اليوم عن وجوه جديدة تحمل مشروعاً وطنياً حقيقياً بعيداً عن منطق المحاصصة والصفقات”، محذراً من أن “استمرار الفراغ القيادي داخل المكون قد يؤدي إلى مزيد من الانقسامات السياسية ما لم تُطرح رؤية إصلاحية شاملة.”
توتر ميداني وممارسات تثير القلق
وفي السياق ذاته، أعرب عضو الإطار التنسيقي أحمد السوداني عن استغرابه من “تكرار حوادث اعتداء بعض الحمايات التابعة لمرشحين سنة على الجمهور”، مشيراً إلى أن “هذه الممارسات تضر بمناخ التنافس الديمقراطي وتؤشر على احتدام الصراع بين القوى السنية على المكاسب الانتخابية.”
وأضاف السوداني أن “الخلافات بدأت تظهر علناً مع اقتراب موعد الانتخابات، مما يرفع مستوى التوتر في بعض المناطق ويثير مخاوف من تأثيرها على سير العملية الانتخابية.”
أزمة ثقة متعمقة داخل الشارع السني
يرى مراقبون أن هذه التجاذبات تعكس تراجعاً في الخطاب السياسي السني، وابتعاداً عن القضايا الجوهرية التي تهم المواطن، مثل الإعمار، والخدمات، وعودة النازحين.
كما تؤكد التطورات الأخيرة، بحسب المراقبين، أن المشهد السني يعيش أزمة تمثيل حقيقية، وأن الحاجة باتت ملحة لظهور قيادات جديدة قادرة على استعادة ثقة الجمهور وبناء مشروع وطني يعيد للمكون ثقله ودوره السياسي الفاعل.