Weather Data Source: 30 days weather Baghdad
بغداد
عاجل

انهيارات مفاجئة للمنخفضات الجوية المطرية في العراق

#
كاتب 3    -      159 مشاهدة
9/12/2025 | 04:57 PM

كشف أستاذ التغيرات المناخية في قسم الجغرافيا بجامعة بابل قصي فاضل الحسيني، عن العوامل الرئيسية وراء ظاهرة التلاشي المفاجئ أو الضعف في قوة المنخفضات الجوية المؤثرة على العراق، والتي كانت تسبب عادةً هطول أمطار غزيرة وسيول.

وقال الحسيني، في تصريح له تابعته "وكالة فيديو الإخبارية" أن "هذه الظاهرة التي تثير القلق بشأن الموسم المطري، تقف وراءها خمسة أسباب مناخية مترابطة تمنع المنظومة الجوية من الوصول إلى مرحلة عدم الاستقرار القوي والمطلوب".

وأضاف أن "السبب الأول يكمن في ضعف التبريد في الطبقات الجوية العليا، حيث أن عدم توفر التبريد الكافي في طبقات الجو العليا يقلل بشكل كبير من الإمدادات اللازمة لتشكيل السحب الركامية العميقة المسؤولة عن الأمطار الغزيرة والسيول، الأمر الذي يحد من كفاءة عملية الحمل الحراري اللازمة لتصاعد الهواء الرطب وتكثفه".

وأشار الحسيني، إلى أن "العامل الثاني فهو ابتعاد مركز المنخفض الجوي وتغير موقعه، حيث يؤدي تغير مسار المنخفض الجوي ليصبح مركزه الأساسي بعيداً عن المنطقة المتوقعة إلى اقتصار تأثيره على بعض الجهات فقط، ما ينتج عنه أمطار خفيفة ومتفرقة بدلاً من أن تكون شاملة وغزيرة على نطاق واسع".

ولفت إلى أن "العامل الثالث يُعد من أهم المؤثرات وهو سيطرة المرتفع الجوي شبه المداري إذ أن استمرار سيطرة هذا المرتفع أو تمدده يعمل كحاجز فعال يعيق وصول المنخفضات الجوية القادمة من شرق المتوسط أو البحر الأحمر، حيث أن هذا المرتفع يجلب معه هواء هابطاً وجافاً ما يثبط ويمنع تشكل السحب الممطرة اللازمة لحدوث الهطول".

وبين أن "تتفاقم المشكلة مع العامل الرابع المتمثل في استمرار ارتفاع درجات الحرارة السطحية وغياب الفوارق الحرارية اللازمة، خاصة في المنطقتين الوسطى والجنوبية، فإن بقاء درجات الحرارة السطحية مرتفعة يقلل من الفوارق الحرارية الكبيرة بين الطبقات الجوية التي تعد شرطا جوهريا لتكوين حالات عدم استقرار جوي قوية قادرة على إحداث العواصف الرعدية والأمطار الغزيرة".

وتابع أن "العامل الخامس والمؤثر عالمياً، فهو التغير في مسار التيارات القطبية النفاثة التي تلعب دوراً حاسماً في توجيه مسارات المنخفضات الجوية الرئيسية، وان أي تذبذب أو تغير في مسارها الطبيعي قد يؤدي إلى بقاء النشاط المطري محصوراً بشكل كبير في المناطق الشمالية من العراق، مما يحرم باقي الأجزاء من الاستفادة من هذه الأنظمة الجوية الهامة".