Weather Data Source: 30 days weather Baghdad
بغداد
عاجل

الزراعة بدون حراثة تكتيك جديد لمواجهة ندرة المياه

#
كاتب 3    -      36 مشاهدة
12/12/2025 | 06:26 PM

أعلنت وزارة الزراعة، اليوم الجمعة، عن تنفيذ مشروع الزراعة بدون حراثة في عدة محطات، ومنها محطة مراعي البعاج لمواجهة التغيرات المناخية، فيما أشارت إلى تطبيق تقنية الزراعة الحافظة في محافظتي نينوى وكركوك لتحسين إدارة المياه والأراضي الزراعية، وبينت أن هذه التقنية تسهم في تحسين خصائص التربة وتقليل كلف الإنتاج.

وتُعد الزراعة بدون حراثة، أو ما يُعرف بالزراعة الحافظة (الزراعة الصفرية)، إحدى التقنيات الزراعية الحديثة التي تُستخدم عالمياً لمواجهة تحديات التغير المناخي وشح الموارد المائية، إذ تقوم على زراعة البذور مباشرة في بقايا المحصول السابق دون قلب التربة أو حراثتها.

ويساعد هذا الأسلوب في الحفاظ على البنية الطبيعية للتربة، وتقليل تعرضها للتعرية والانجراف بفعل الرياح أو الأمطار، فضلاً عن الإبقاء على الرطوبة لفترات أطول داخل التربة.

وتسهم الزراعة الحافظة في تحسين خصائص التربة الفيزيائية والكيميائية على المدى المتوسط والبعيد، من خلال زيادة المادة العضوية وتنشيط الكائنات الحية الدقيقة المفيدة، ما يؤدي إلى رفع كفاءة امتصاص المياه والعناصر الغذائية، وتحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية بشكل تدريجي.

 كما تسهم هذه التقنية في تقليل انبعاثات الكربون الناتجة عن العمليات الزراعية، لكونها تحدّ من استخدام الآلات الثقيلة والوقود المرتبط بأعمال الحراثة التقليدية.

وفي ظل التراجع المستمر في الموارد المائية وازدياد فترات الجفاف، تُعد الزراعة بدون حراثة إحدى أدوات التكيف الزراعي المعتمدة في العديد من الدول، لما توفره من إدارة أكثر كفاءة للمياه، إذ تقلل من فقدان المياه بالتبخر، وتُحسن كفاءة الري، وتساعد على استدامة الأراضي الزراعية في البيئات الجافة وشبه الجافة.
كما تساهم في تقليل كلف الإنتاج الزراعي من خلال خفض استهلاك الوقود، وتقليل عدد العمليات الحقلية، وتوفير الوقت والجهد للمزارعين.

وتُطبق الزراعة الحافظة عادةً ضمن حزم تقنية متكاملة تشمل تدوير المحاصيل، والإبقاء على الغطاء النباتي، والاستخدام الأمثل للبذور والأسمدة، بما ينسجم مع أهداف الأمن الغذائي والاستدامة الزراعية.

ويأتي توجه وزارة الزراعة لتوسيع تطبيق هذه التقنية في عدد من المحافظات ضمن خططها لمواجهة آثار التغير المناخي، وتحسين إدارة الموارد الطبيعية، وتعزيز قدرة القطاع الزراعي على الصمود في مواجهة الجفاف وشح المياه.