Weather Data Source: 30 days weather Baghdad
بغداد
عاجل

"أرض الصومال" وما وراء اعتراف إسرائيل بها؟

#
کاتب ١    -      13 مشاهدة
30/12/2025 | 04:08 AM

 وزارة الخارجية الصينية اعلنت  معارضتها أية محاولة لتقسيم الصومال. فيما أعادت التأكيد عن دعمها لسيادة ووحدة وسلامة الأراضي الصومالية. جاء ذلك بعدما أصبحت إسرائيل منذ الجمعة الماضي أول دولة تعترف بأرض الصومال كـ"دولة مستقلة وذات سيادة"، وسط تنديدات عالمية. لكن ما هي "أرض الصومال" وما وراء اعتراف الدولة العبرية بها؟

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام 

لم تمر سوى بضعة أيام على اعتراف إسرائيل بـ"أرض الصومال" أو (صوماليلاند)، حتى تهاطلت موجة من الانتقادات، سواء من الصومال بالذات أو من دول ومنظمات عالمية متعددة  تستنكر فيها خطوة الاعتراف التي اتخذتها الدولة العبرية لتصبح الدولة الوحيدة (لحد كتابة هذا المقال) تعترف بـ"أرض الصومال" التي أعلنت استقلالها من جانب واحد في العام 1991.
"احتفالات واسعة"

 وقد أُقيمت تجمّعات الأحد في عديد المدن بـ"أرض الصومال" احتفاء باعتراف إسرائيل بها  كـ"دولة مستقلّة ذات سيادة".

وتجمع آلاف الأشخاص في الملعب الرئيسي بالعاصمة هرجيسا للاحتفال بالحدث. وكان المحتفلون يرتدون ملابس بألوان علم "أرض الصومال" الأخضر والأبيض والأحمر، هاتفين بالنصر.

كما رفع علم الإقليم الانفصالي الشمالي إلى جانب علم إسرائيل في مراسم بثّت مباشرة على المحطات التلفزيونية المحلية.
وفي منشور على إكس، أكدت وزارة خارجية جمهورية صوماليلاند "أرض الصومال" أن "احتفالات واسعة أقيمت في هرجيسا ومدن جمهورية صوماليلاند، فيما يحتشد المواطنون بفخر للاحتفاء بالقرار التاريخي الذي صدر عن حكومة إسرائيل". وأضيفت للمنشور عدة صور تظهر فيها صورة مبنى أضيء بألوان العلم الإسرائيلي.

تهديد أمن واستقرار العالم والمنطقة"
في جلسة برلمانية طارئة، أكد الرئيس الصومالي أن الاعتراف الإسرائيلي "يرقى إلى مستوى عدوان سافر على سيادة واستقلال وسلامة أراضي ووحدة شعب جمهورية الصومال".
كما اعتبر أن "انتهاكات نتانياهو ومحاولاته لتقسيم جمهورية الصومال الفدرالية تشكل تهديدا لأمن واستقرار العالم والمنطقة، وتشجع الجماعات المتشددة والحركات الانفصالية الموجودة أو التي يمكن أن توجد في العديد من مناطق العالم"
"أرض الصومال"


منذ أكثر من أربعين عاما، تسعى "أرض الصومال" إلى اعتراف دولي. ويحظى هذا الإقليم الانفصالي شمال الصومال بموقع استراتيجي على خليج عدن، وقد صك عملته الخاصة وجوازات سفر ولديه جيشه الخاص أيضا.
وقد أعلنت استقلالها في عام 1991، عندما سقط نظام سياد بري العسكري في جمهورية الصومال.
تبلغ مساحة "أرض الصومال" 175 ألف كيلومتر مربع. تمتد تقريبا على نفس مساحة الصومال البريطاني سابقا، إذ تقع في الطرف الشمالي الغربي من الصومال.
وتتميز "أرض الصومال" باستقرار نسبي وذلك مقارنة بالصومال الذي يواجه اضطرابات وصراعات سياسية مزمنة.
وعدا إسرائيل، لم تعترف أي دولة أخرى بـ"أرض الصومال". الأمر الذي جعلها معزولة سياسيا واقتصاديا نسبيا رغم موقعها الاستراتيجي الهام.
فهي موجودة عند مدخل مضيق باب المندب، على طريق تجاري يعد من بين الأكثر ازدحاما في العالم، يربط بين المحيط الهندي وقناة السويس المصرية.
وأكد وزير القصر الرئاسي في "أرض الصومال" خضر حسين عبدي أن الاعتراف بالاستقلال لن يضرّ بأحد وأن التعاون مع الدولة العبرية سيركّز على تعزيز الاقتصاد والإنتاج الزراعي وإدارة المياه.
موقع بالغ الأهمية والاستراتيجية
يشير تقرير حديث نشر على موقع معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب إلى أن لإسرائيل مصلحة جيوستراتيجية في هذا التقارب.
وجاء في التقرير أن إسرائيل التي تخوض مواجهات على جبهات إقليمية عدة منذ هجوم حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 واندلاع الحرب في غزة، "تحتاج إلى حلفاء في البحر الأحمر لأسباب استراتيجية عدة، من بينها إمكان شن حملة ضد الحوثيين" في اليمن.

كما لفت أيضا إلى أن "أرض الصومال مرشّحة مثالية لتعاون من هذا النوع" إذ أنها "يمكن أن توفر لإسرائيل مسرح عمليات قريبا من منطقة النزاع".


لكنّ الحوثيين حذروا من أن هذه الخطوة ستكون لها عواقب وخيمة، قائلين إن "العدو الإسرائيلي (...) يسعى إلى أن يجعل من إقليم "أرض الصومال" موطئ قدم له لأنشطة عدائية ضد الصومال والبلدان الأفريقية واليمن والبلدان العربية وبما يهدد أمن البحر الأحمر وخليج عدن".
كما حذّر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي من أن أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال سيكون "هدفا عسكريا".
إلى ذلك، أثار اعتراف إسرائيل بـ"أرض الصومال" ردودا مستنكرة من عدة دول ومنظمات عالمية ، على غرار الصين التي عارضت على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها الإثنين لين جيان أي محاولة لتقسيم الأراضي الصومالية، قائلا: "لا يجب على أي دولة أن تشجع أو تدعم القوى الانفصالية الداخلية في ‍دول أخرى من أجل مصالحها الأنانية". فيما حث نفس المتحدث السلطات في "أرض الصومال" على التوقف عن "الأنشطة الانفصالية ‌والتآمر مع قوى خارجية".
أما الاتحاد الأوروبي فشدّد على ضرورة احترام سيادة الصومال. وحض المتحدث باسم شؤونه الخارجية أنور العنوني على "حوار هادف بين "أرض الصومال" والحكومة الفدرالية الصومالية لحلّ الخلافات القائمة منذ فترة طويلة".
وأضاف قائلا "هذا أمر أساسي من أجل السلام والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي برمّتها".
"سياسة توسعية"


في هذا الصدد أيضا، أجرى وزير الخارجية الصومالي محادثات مع نظرائه في مصر وجيبوتي وتركيا. وأورد بيان لوزارة الخارجية المصرية بأن الوزراء الأربعة أعربوا عن "الرفض التام والإدانة" للإعلان الإسرائيلي، وشددوا "على الدعم الكامل لوحدة الأراضي الصومالية وسيادتها وسلامتها".
من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية التركية في بيان أن "هذه الخطوة من إسرائيل التي تواصل سياستها التوسعية وتبذل كل ما في وسعها لمنع الاعتراف بدولة فلسطينية، تشكل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للصومال".
"تجاوز خطير لمبادئ القانون الدولي"
بدوره، وصف مجلس التعاون الخليجي الاعتراف الإسرائيلي بأنه "تجاوز خطير لمبادئ القانون الدولي، وانتهاك صريح لسيادة جمهورية الصومال الفدرالية ووحدة أراضيها".
كما شدد على أن هذا الاعتراف يمثل سابقة خطيرة من شأنها تقويض ركائز الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، وفتح الباب أمام مزيد من التوترات والنزاعات، بما يتعارض مع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمن والسلم الدوليين في المنطقة.
من جانبها، أكدت منظمة التعاون الإسلامي "على ضرورة الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، التي تنص جميعها على احترام سيادة الدول الأعضاء وسلامتها الإقليمية".
وقالت جامعة الدول العربية على لسان أمينها العام أحمد أبو الغيط إن الخطوة الإسرائيلية "انتهاك صريح لقواعد القانون الدولي، وتعدٍّ سافر على مبدأ وحدة الأراضي وسيادة الدول، الذي يُعدّ ركنا أساسيا في ميثاق الأمم المتحدة والعلاقات الدولية"