يميز التباين في المواقف والرؤى برنامجي المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية كامالا هاريس ودونالد ترامب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. ويطغى التناقض على رؤيتيهما للعالم بحكم الخلفيات الايديلوجية والسياسية لكل منها.
فبينما تسعى كامالا هاريس عموما إلى اتباع م النهج الذي سطره جو بايدن في التعامل مع بعض الملفات الهامة مثل أوكرانيا والصين، يرى دونالد ترامب بالمقابل أن هذهالاستراتيجية تدل على "ضعف" بايدن ونائبته في مواجهة عالم "مشتعل"، متعهدا بإنهاء الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط
أوكرانيا
أكدت هاريس (59 عاما) للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي في واشنطن دعمها "الثابت" لأوكرانيا.
وهاريس لا يمكنها أن تسير عكس التيار. فنائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن تشارك هذا الأخير الذي تولى قيادة تحالف الدول الداعمة لأوكرانيا بعد الغزو الروسي في شباط/فبراير، في جميع قرارته.
أما دونالد ترامب (78 عاما) الذي تربطه علاقات متوترة مع زيلينسكي فيرى بأن "هذه الحرب ما كان ينبغي أن تحدث"، متعهدا بإنهائها، لكنه لم يقدم تفاصيل حول كيفية وإمكانية تحقيق ذلك.
ترامب أشاد بـ "علاقته الجيدة للغاية" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منددا بمنح واشنطن مبالغ طائلة لكييف.
خلال المناظرة التلفزيونية التي جرت بين المرشحين في 10 أيلول/سبتمبر الماضي، اعتبرت كامالا هاريس أن دونالد ترامب لن يكون سوى "لقمة سائغة" لبوتين، مشيرة إلى أن الجمهوري "أضحوكة" في العالم ويمكن التلاعب به بسهولة من قبل بعض أسوأ قادة العالم.
بالمقابل، تعهد ترامب مرارا بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في اليوم الأول من دخوله البيت الأبيض.
الشرق الأوسط
في حين يعتبر ترامب أن بلاده لم تعد تحظى بالاحترام الذي كانت تتمتع به من قبل في العالم، فإن هاريس تظهر حزما على الصعيد الدبلوماسي لا سيما بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس.
وتتفق المرشحة الديمقراطية تماما مع جو بايدن حول هذا الملف فلم يصدر أي مؤشر عن تغير جذري في الاستراتيجية التي تعتزم اتباعها، خاصة تلك المتعلقة بدعم إسرائيل
إيران
في الملف الإيراني، يظهر كلاهما موقفا متشددا. لكن ترامب اتهم بايدن بضعف إدارته التي أتاحت لطهران، العدو اللدود للولايات المتحدة، "بإثراء" قدراتها على الرغم من العقوبات، وهو ما مكن حسب رأيه طهران من مهاجمة إسرائيل مرتين، في أبريل/نيسان ثم مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول.
وهدد ترامب بـ"تدمير" إيران إذا ألحقت أذى بمرشح للانتخابات في الولايات المتحدة، وذلك بعد أن أطلعته الاستخبارات الأمريكية على وجود تهديدات لحياته تقف وراءها طهران.
المنافسة مع الصين
يرى المرشحان أن الصين هي خصم استراتيجي الرئيسي للولايات المتحدة. إلا أن نائبة الرئيس اعتبرت أن ترامب عندما كان في السلطة، "باعنا إلى حد كبير في حين كان يتعين اتباع سياسة تجاه الصين تضمن تفوق الولايات المتحدة في المنافسة في القرن الحادي والعشرين".
فيما أشار الرئيس السابق إلى أن إدارة بايدن حافظت على الرسوم الجمركية التي فرضها على بعض السلع الصينية.
الناتو والتحالفات
التباين بين المرشحين إزاء حلف الناتو واضح وجلي. تشيد هاريس بحقيقة أن الولايات المتحدة أعادت في عهد جو بايدن إرساء قواعد صلبة لتحالفاتها، ومن بينها مع حلف شمال الأطلسي، في حين شابتها خلافات خلال ولاية ترامب.
ملفات أفريقية
تركز كامالا هاريس على تقوية العلاقات مع الدول الأفريقية وذلك عبر تعزيز الاستثمارات الأمريكية في قطاعات تتعلق بالبنى التحتية، الطاقة المتجددة، الزراعة، والتكنولوجيا.
كما تؤكد هاريس على أهمية دعم الديمقراطية في أفريقيا ودعم الحكم الرشيد. من ضمن ذلك، تشجيع تنظيم انتخابات حرة ونزيهة والحفاظ حقوق الإنسان ومحاربة الفساد.
تمنح أيضا هاريس أولوية كبرى للتعاون الأمني مع الدول الأفريقية لا سيما دول منطقة الساحل وذلك عبر تقديم السند في مجال التدريبات العسكرية، إضافة إلى مجالات تعاون أخرى مثل الابتكار التكنولوجي مع دعم الروابط بين شركات أمريكية وأفريقية.