أكد الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، اليوم الأحد، أن قطاع الكهرباء في العراق لن يشهد تحسنا ملحوظا خلال فصل الصيف المقبل، رغم التطمينات التي تحاول وزارة الكهرباء تسويقها للرأي العام.
وفي منشور له على صفحته في "فيسبوك"، الذي أطلعت عليه وكالة "فيديو الإخبارية"، أشار المرسومي إلى أن "الإنتاج الحالي للغاز الوطني لا يمكن أن يكون بديلا للغاز الإيراني في الوقت الراهن، حيث يتطلب تحقيق ذلك عدة سنوات من التطوير والاستثمار". وأوضح أن "مشاريع الطاقة الشمسية، التي من المتوقع أن تسهم في تعزيز إنتاج الكهرباء، لن تنجز قبل ثلاث سنوات على الأقل وفقا لأفضل التقديرات".
كما تناول المرسومي الحلول البديلة، حيث أشار إلى أن "استئجار المنصة العائمة في خور الزبير وتركيبها سيستغرق ما لا يقل عن عام، في حين يحتاج بناء المنصات الثابتة في ميناء الفاو إلى أكثر من عامين".
وفيما يتعلق بمشاريع الربط الكهربائي مع الدول المجاورة، أوضح المرسومي أن "الربط مع السعودية لن يسهم في تحسين وضع الكهرباء هذا العام، حيث يستغرق المشروع نحو ثلاث سنوات". وأضاف أن "الربط مع الكويت بطاقة 500 ميغاواط لن يتم في 2025 على الأرجح، كما أن مضاعفة استيراد الكهرباء من تركيا من 300 إلى 600 ميغاواط مرهونة بالحصول على موافقة الاتحاد الأوروبي، مما يجعل فرص تحقيق ذلك غير مؤكدة في الوقت الراهن".
من جهة أخرى، أكد وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل في وقت سابق من اليوم، خلال لقائه وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار في بغداد، بحضور السفير التركي أنيل بورا إينان، أن "وزارة الكهرباء أكملت جميع الاستعدادات لرفع طاقة التجهيز عبر خط الربط العراقي-التركي إلى 600 ميغاواط"، مقترحا تشكيل لجنة فنية عليا مشتركة لمتابعة تنفيذ الاتفاقات.
يذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد ألغت الإعفاء الذي كان يسمح للعراق بدفع أموال لإيران مقابل الكهرباء، وذلك في إطار الحملة المستمرة "الضغط الأقصى" ضد طهران. في المقابل، أعرب وزير الخارجية الإيراني مؤخرا عن استعداد بلاده لدعم العراق في مواجهة الإجراءات الأمريكية "غير القانونية" المتعلقة بإنهاء الإعفاءات الممنوحة لاستيراد الغاز من إيران.
ويعتمد العراق منذ سنوات طويلة على استيراد الغاز والكهرباء من إيران، خاصة في ذروة فصل الصيف، معتمدا على الإعفاءات الأمريكية التي تمنح بشكل متكرر.
وفي السياق ذاته، كان العراق قد وقع في كانون الأول 2024 اتفاقا مع تركمانستان لاستيراد الغاز بكمية تصل إلى 20 مليون متر مكعب يوميا، عبر شبكة خطوط الأنابيب الإيرانية باستخدام آلية المبادلة لتيسير النقل، لكن العمل بهذا الاتفاق لم يبدأ بعد بسبب مشاكل فنية، وفقا لما أعلنته وزارة الكهرباء مؤخرا.