كشف السفير الروسي لدى العراق، ألبروس كوتراشيف، عن وجود ضغوط أميركية تقف خلف انسحاب شركة "لوك أويل" الروسية من العراق، معتبرًا أن ما جرى يندرج ضمن حرب اقتصادية تمارسها واشنطن ضد الشركات الروسية في عدة دول، من بينها العراق.
وقال كوتراشيف، في حوار خاص لبرنامج "أسرار" الذي يُعرض على وكالة فيديو الإخبارية، إن "روسيا لم تغادر العراق اقتصاديًا على الإطلاق، بل كانت من أوائل الدول التي عادت فور سقوط النظام السابق عام 2003، وجلبت أكثر من ألف خبير روسي من شركات متعددة للعمل في مشاريع إعادة الإعمار، ولا سيما في قطاع الكهرباء".
وأضاف أن "شركة لوك أويل ما زالت موجودة من حيث المبدأ، ولم يتم إبلاغنا رسميًا حتى الآن بقرار انسحاب نهائي، إلا أن الحكومة العراقية أبلغتنا بأنها توصلت إلى تفاهمات مع الأميركيين بهذا الشأن"، مبينًا أن "القرار اتخذته الشركة بعد أن أُجبرت على تغيير وضعها في العراق".
وأوضح السفير الروسي أن "السؤال الحقيقي حول انسحاب لوك أويل لا يجب أن يُوجَّه إلى السفير الروسي، بل إلى ممثلي الولايات المتحدة والحكومة العراقية، لمعرفة كيف يمكن إجبار شركة ملتزمة باستثماراتها وتعمل بشكل جيد مع الشركاء العراقيين وتوفر فرص عمل، على مغادرة البلاد".
وأشار كوتراشيف إلى أن "الضغوط الأميركية لا تستهدف العراق وحده، بل تشمل دولًا كثيرة لا تستطيع مقاومة مثل هذه القرارات"، لافتًا إلى أن "واشنطن تمارس حربًا اقتصادية مباشرة ضد روسيا، وتسعى إلى الاستحواذ على أصول واستثمارات روسية في أوروبا وآسيا وحتى داخل الولايات المتحدة بأسعار متدنية".
وبيّن أن "الإدارة الأميركية تبرر هذه السياسات على أنها جزء من موقفها السياسي تجاه روسيا، إلا أن الواقع يشير إلى استغلال الفرص للسيطرة على أصول وشركات روسية بأسعار زهيدة".