Weather Data Source: 30 days weather Baghdad
بغداد
عاجل

مخطط "أنصار السنة" لإحراق النسيج السوري.. هل تنجح فتنة الجولاني حيث فشل الرصاص؟

#
كاتب 3    -      61 مشاهدة
27/12/2025 | 07:21 PM

منذ مطلع عام 2025، عادت سوريا لتواجه شكلاً جديداً من الإرهاب العابر للتنظيمات، يتمثل في كيان دموي يحمل اسم “سرايا أنصار السنة”، وهو تنظيم تكفيري متشدد خرج من رحم الانشقاقات الارهابية.

حيث استثمر الفوضى السياسية والأمنية في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد، ليشن حرباً طائفية مفتوحة ضد المجتمع السوري، مستهدفاً الأقليات الدينية، ومهدداً ما تبقى من النسيج الوطني، وسط تساؤلات متزايدة عن علاقاته الخفية وبقايا شبكات هيئة تحرير الشام وزعيمها أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني).

ولادة تنظيم من شظايا الإرهاب

 وأعلن تنظيم سرايا أنصار السنة عن نفسه رسمياً في 1 شباط 2025، في بيان صوتي نشرته ذراعه الإعلامية “مؤسسة العاديات”.

لم يكن التنظيم امتداداً تقليدياً لتنظيم واحد بعينه، بل تشكّل من خليط شديد الخطورة يضم عناصر منشقة عن هيئة تحرير الشام، ومقاتلين أجانب سابقين في تنظيم حراس الدين (فرع القاعدة)، إضافة إلى خلايا نائمة تابعة لداعش رفضت الالتزام بالمركزية بعد انهيار قياداته.

جغرافياً، تمركز نشاط التنظيم في مثلث إدلب – حماة – حمص، مع قدرة مثبتة على تنفيذ هجمات خاطفة في دمشق والساحل السوري، مستفيداً من الطبيعة الجبلية الوعرة، وشبكات تهريب قديمة تعود لسنوات الحرب.

الهيكل التنظيمي .. قادة بلا وجوه

 ويتصدر التنظيم شخصيتان محوريتان وهما الارهابي أبو عائشة الشامي، الأمير العام للتنظيم، واسمه الحقيقي المرجّح “خليل”، شغل سابقاً موقعاً حساساً في مكتب التجنيد وقوات النخبة في هيئة تحرير الشام.

يوصف بأنه “الشبح العملياتي”، ويدير شبكة لامركزية قائمة على خلايا عنقودية منفصلة، ويُقدّر عدد مقاتليه بنحو 1600 عنصر.

 فضلا عن الارهابي أبو الفتح الشامي (يُعرف أيضاً بـ يحيى فرغلي)، المسؤول الشرعي والمنظّر الأيديولوجي، وهو شرعي سابق في هيئة تحرير الشام، يُعد “العقل المُسمّم” للتنظيم، وصاحب الفتاوى التي شرعنت استهداف الكنائس والمساجد والأحياء المدنية.

لا توجد صور منشورة لأيٍّ من القائدين، في إطار سياسة “القيادة الخفية”، بينما تؤكد مصادر أن هيئة تحرير الشام تمتلك أرشيفاً بصرياً كاملاً لهما بحكم انتمائهما السابق إليها.

التكفير سلاح والفتنة هدفاً

ويتبنى التنظيم فكراً سلفياً تكفيرياً متطرفاً، يتجاوز حتى التنظيمات الإرهابية الأخرى في سوريا.

ويعلن صراحة أن هدفه هو “تطهير سوريا” من العلويين، الشيعة، الدروز، والمسيحيين، ويعتمد استراتيجية “الإرهاب بالتهجير” عبر المجازر، والحرائق، والتفجيرات في أماكن العبادة.

وضمن ما عُرف بـ “مانيفستو أبريل” (2024–2025)، دعا أبو الفتح الشامي إلى اعتماد استراتيجية الذئاب المنفردة فضلا عن استهداف الأقليات لفرض واقع ديموغرافي جديد، وتكفير الديمقراطية واعتبارها “وثناً سياسياً

 السجل الدموي للجماعة الارهابية

 وفي حزيران 2025 تم تفجير كنيسة مار إلياس (الدويلعة/دمشق، التفجير الانتحاري نفذه محمد زين العابدين (أبو عثمان)، جهزته خلية أبو عماد الجميلي، أسفر عن 25 قتيلاً و63 جريحاً، في أعنف هجوم ضد المسيحيين في سوريا منذ أكثر من 150 عاماً.

وفي تموز 2025 احرقت الجماعة بشكل متعمد لغابات اللاذقية وقسطل معاف، أدى لتدمير أكثر من 5600 هكتار ونزوح آلاف المدنيين العلويين.

 وفي أيلول 2025  حصل تفجير المزة بعبوات ناسفة استهدفت تجمعاً سكنياً في دمشق.

 واخيرا  تفجير مسجد الإمام علي وادي الذهب في حمص  التفجير اسفر عن استشهاد  8 اشخاص وعشرات الجرحى.

   اقتصاد الإرهاب

 ويعتمد التنظيم على غنائم مستودعات بعد سقوط النظام 2024 وعملات مشفرة Monero فضلا عن حوالات تقليدية عبر طرابلس وغازي عنتاب وشركات وهمية واستيراد صوري.

حيث تمت مصادرة 1.2 مليون دولار و450 ألف يورو ومحافظ رقمية باردة، مع كشف ما سُمي “بروتوكول الصفر” لتوزيع الأموال عبر مخابئ سرية.

  هل أبو عائشة أداة بيد الجولاني؟

وتُعد هذه الفرضية من أكثر الأسئلة تداولاً في مراكز الأبحاث عام 2025، و يرى محللون أن وجود تنظيم ارهابي كـ“أنصار السنة” قد يخدم أحمد الشرع عبر ابتزاز المجتمع الدولي وتصفية خصوم دون كلفة سياسية وتفريغ التيار المتشدد من الداخل.

دراسات فرنسية وأمريكية لمّحت إلى تسهيلات غير مفسّرة لتحركات قادة التنظيم رغم القبضة الأمنية.

سرايا أنصار السنة تنظيم إرهابي تكفيري عابر للفصائل، نشأ من بقايا الإرهاب، ويقوده أشخاص معروفون للأجهزة بحكم ماضيهم في هيئة تحرير الشام وداعش. هدفه المعلن إشعال حرب طائفية، وتهجير الأقليات، ونسف أي استقرار.

وتحذّر مراكز دولية من أن الفشل في تفكيكه سيحوّل سوريا إلى بؤرة فوضى دائمة، ويجعل عام 2026 مفصلياً في مواجهة هذا الخطر.