قدم تقرير إيراني تحليليًا عن أسباب سرعة انهيار الدولة السورية وعدم تدخلها بشكل فعال خلال الفترة الأخيرة، مؤكدة أن أبرز الأسباب تعود إلى أخطاء استراتيجية ارتكبها الرئيس السوري بشار الأسد نفسه.
دور إيران في مواجهة الإرهاب
في بداية الأزمة السورية عام 2011، سارعت إيران لدعم الدولة السورية بناءً على طلب رسمي من دمشق، ونجحت في تقديم الدعم الميداني واللوجستي للجيش السوري، ما ساهم في هزيمة تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية التي اجتاحت مناطق واسعة في البلاد.
تحولات في المشهد الشعبي والمسلح
في الآونة الأخيرة، شهدت الجماعات المسلحة تطورًا ملحوظًا عبر تبني سياسات أقل تطرفًا وأكثر دبلوماسية، ما أدى إلى تراجع دعم الشعب السوري للجيش السوري. هذه التحولات دفعت العديد من السوريين لفتح أبوابهم لهذه الجماعات، بينما أغلقوها أمام الجيش السوري الذي عانى من ضعف العقيدة القتالية وضغط اقتصادي خانق.
تحذيرات إيرانية لم تلقَ صدى
بحسب التقرير، حذرت إيران بشار الأسد مرارًا من تنامي خطر الجماعات الإرهابية قبل اندلاع الحرب اللبنانية، ووضعت أمامه حلولًا مقترحة، إلا أن الأسد تجاهل هذه التحذيرات. وفي يونيو من العام الجاري، التقى الأسد مع قائد الثورة السيد علي خامنئي، الذي قدم له نصائح مبنية على رؤية دقيقة للمشهد السوري، إلا أن هذه التحذيرات لم تؤخذ بجدية.
الأخطاء الاستراتيجية للأسد
أحد أبرز الأخطاء التي أشار إليها التقرير كان اعتماد الأسد على وعود عربية وغربية بفك الحصار وإعادة التطبيع، والتي اتضح لاحقًا أنها وعود كاذبة. ورغم محاولات المسؤولين الإيرانيين إقناع الأسد بخطورة الاعتماد على هذه الوعود، أصر الأخير على تجاهل النصائح الإيرانية حتى الساعات الأخيرة من سقوط حكمه.
القرار الإيراني بعدم التدخل
أوضحت إيران أنها اتخذت قرارًا بعدم التدخل ميدانيًا في سوريا بعد أن تبين لها أن الأسد لا يرغب بمزيد من الدعم الميداني. ورغم ذلك، استمرت الجهود الدبلوماسية الإيرانية حتى اللحظة الأخيرة لمحاولة تجنيب الأسد هذا المصير.
النتيجة: إدراك متأخر
اختتم التقرير بالإشارة إلى أن الأسد أدرك بعد فوات الأوان زيف الوعود العربية والغربية، وهو ما أدى إلى سرعة انهيار حكمه.