‏تباشير زهرة الاوركيد.. ‏الهدف المخفي: رأس ولاية الفقيه

كاتب 3 8 كانون الثاني 2025 33 مشاهدة
# #

‏بقلم: احمد لوبيس
‏المطلوب في الجوهر هو رأس اخر اعداء الميكافيلية،فكل ما يجري ماسونيا ممثلا بأمريكا وكيانها اللقيط هدفه راس السيد الولي الفقيه باعتباره رأس المقاومة واخر الأعداء الكبار  للميكافيلية.
‏انهم يريدون تسليم ايران للنسق القومي فيها.
‏لكن لن تتمكن الدولة العميقة القومية في ايران(وهي صاحبة الموروث البيروقراطي الإمبراطوري الهائل)من العودة الا عبر إنهاء مبدأ وواقع وجوهر ولاية الفقيه وهذا لن يكون ما دام الامام الخامنئي حيّا اليوم بشخصه وغدا بمن سيخلفه لن يكون ما دامت الخمينية الثورية حية في وجدان حراسها.
‏ما يجري في دولة الولي الفقيه مختلف عما جرى في الصين أيام الصراع بين المجموعة الماوية "عصابة الأربعة "،وعلى رأسهم زوجة ماو، جيانغ كينغ)من جهة والجناح الحزبي الحاكم(ليو شاوكي ودِنغ شياوبينغ)-هذا الجناح يمثل الوريث للإرث البيروقراطي الإمبراطوري الصيني-.
‏يقول كيسنجر في كتابه(النظام العالمي الجديد)بمضمون:
‏ايران لن تكون مقبولة "لدى العالم " إلا اذا تركت(مفهوم دولة اﻻمة العقائدية وعادت الى مفهوم الدولة القومية)،ويأتي في هذا السياق ما اقترحه المرحوم رفسنجاني قبل سنوات من وفاته بخصوص مجلس قيادة فقهائي يتكون من خمسة فقهاء يحل محل الفقيه القائد والرد الذي جاء على لسان الحرس الثوري والجيش في وقتها والذي قال بان هذا معناه الغاء مقام الوﻻية، اذ ﻻ يمكن لخمسة قادة ان يقودوا ثورة واحدة وبلدا واحدا.
‏هذا يعني ان دولة الولي الفقيه تعاني الأمرين ؛ وحرب الوجود ضدها قائمة داخليا وخارجيا .
‏طبعا اغلب نخب المقاومة في العراق لا تدرك كل هذه التعقيدات الهائلة .
‏دائما ما ارد بسؤال استنكاري على العلماني والملحد والقومي المتبعثث في العراق والمنطقة: اذا كان مشروع الثورة الإسلامية في الأصل مشروع قومي وليس عقائدي كما تدعون فلماذا لا تخضع دولة الثورة وجمهوريتها الإسلامية لأمريكا وتصالح إسرائيل لتحافظ فعلا على تلك المصالح القومية؟!
‏ما قيمة حزب الله وحماس وسوريا وفصائل المقاومة في العراق أمام ما ستحصل عليه دولة الفقيه من الغرب ثمنا لتركها الولاية، وهي ينبوع المقاومة، وعودتها الى لعب دور حارس المصالح الامريكية في المنطقة كما كانت في زمن الشاه؟!
‏أتذكر جيدا ان الجمهورية الإسلامية أعلنت أيام الرئيس الأسبق أوباما ان الأخير بعث بأكثر من خطاب لا ”ودي” لا سري للسيد الخامنئي (كان ذلك جزء من سياسة الإدارة التي ارتكزت على مخالفة الأسس التاريخية المعتادة للسياسة الامريكية في المنطقة والمتحالفة مع السعودية والخليج وإسرائيل محاولة ان تأتي بجديد عبر ما وصفته حينذاك في احد مقالاتي ب( سياسة استنساخ التجربة الصينية مع الجمهورية الإسلامية)والتي تقوم على ترك الصدام مع ايران والسماح لها بممارسة حيز معقول من النفوذ في مجالها القومي والاعتراف التدريجي بها كقوة إقليمية لكن طبعا لن يتم القبول بهذا الا اذا قبلت دولة الفقيه ان تكون تحت السيطرة الغربية، وهناك شرط وباب وحيد لذلك ومن جديد اكرر : قبولها بما اقترحه مستشار الامن القومي الامريكي ووزير خارجيتها الأسبق هنري كيسنجر الذي أكد كثيرا على : لن تكون ايران مقبولة الا اذا تركت مفهوم الثورة والأمة وعادت الى مفهوم الشعب والدولة القومية .نقطة رأس سطر .
‏يعني تخلي ايران عن نظامها الإسلامي عبر تفكيك دولة الولي الفقيه واعادت انتاج دولة قومية صرفة.
‏حينها جاء الرفض القاطع  والمذهل والغريب للسيد القائد الخامنئي بالنسبة لمن يؤمن بالبراغماتية بلا ضوابط عقائدية) لهذا المقترح – المشروع ‘ والذي تجلى في رده الصاعق على رسالة أوباما ” السرية ” بالاتي :انت يد فولاذية ترتدي قفاز مخملي ؛اذا كنت صادقا في رغبتك بإقامة علاقات جيدة مع الجمهورية الإسلامية فعليك سحب قواتك من كل المنطقة الإسلامية وترك شعوبها تعيش باستقلال وسلام ‘ وفك الحصار الظالم الذي تفرضونه على ايران.
‏تذكرت كل هذه التفاصيل وانا اشاهد كرنفالات الإسلام الوهابي الامريكي المتصهين في سوريا مستحضرا الجواب على سؤالي القديم الذي رافق متابعتي ودراستي لهذه القضية المعقدة: لماذا لم يوافق السيد الخامنئي على تلك الصفقة المعروضة عليه أمريكيا؟!
‏احد أوجه الجواب هو : اذا رضيت عنكم أمريكا فراجعوا أنفسكم او دينكم/الامام الخميني
‏ان تجتمع على عداوتك إسرائيل الملعونة وامريكا الميكافيلية والوهابية المجرمة فهذا يعني
‏بانك المؤتمن على الإسلام المحمدي الأصيل وسره المدفون في رماد بيت احزان بضعة ابيها عليها السلام لأنك لم تقبل بصفقة تربح بها دنياك وتخسر جوهر دينك وقضيتك’ وأيضا لا تخاف من أسلحتهم وصخب كرنفالاتهم الملطخة بدماء الشعوب.
‏*ما قلته هنا ليست دعوة لتبني ايدلوجية محددة بقدر ما هو دعوة للتأمل والتفكير لمن لا يفهم هذا الصراع المقدس.

حقوق الطبع والنشر © 2024 Video IQ