سقف الزجاج.. نتنياهو وحيداً في العالم

كاتب 3 20 كانون الثاني 2025 41 مشاهدة
# #

بقلم: سلام عادل
على الرغم من عنجهية تل أبيب طوال الأشهر الماضية، إلا أنها خضعت لمعادلة أكبر من حجمها، فرضت عليها التوقيع على اتفاقيات إطلاق النار في لبنان أولاً وفي غزة ثانياً، وسيُفرض عليها لاحقاً الانسحاب من الأراضي السورية، وهو مشهد يُقرأ على كونه انكسار "إسرائيل"
انتهت جولة من الصراع في الشرق الأوسط، فيما نترقب جولة أخرى في ظل عدم حسم القضية الفلسطينية بشكل عادل، وهو سرد مستمر في التاريخ المعاصر منذ 75 سنة، كانت فيها العلوية للكيان، الذي تمدد كثيراً حتى وصل لمرحلة من الغرور يريد فيها كسر حدود الدول وتغيير مقدرات شعوب وبلدان المنطقة، ويكفي أن نشير إلى إعلان نتنياهو من على منصة الأمم المتحدة بكونه ذاهباً نحو تحقيق حلم دولة "إسرائيل" الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات.
ولكن اتضح منذ اندلاع طوفان الأقصى، أن طموحات "إسرائيل" مجرد حلم غير قابل للتحقق، وذلك بحكم وجود الكثير من المصدات، التي فرضت على الكيان حرب استنزاف كبيرة، بل وحولت "إسرائيل" إلى منطقة طاردة لليهود بعد أن كانت جاذبة، ويكفي أن نذكر هجرة مليون يهودي خلال عام وبضعة أشهر إلى الخارج بحثاً عن الأمن والأمان المفقود، وهم جميعاً من ذوي العقول والكفاءات وأصحاب رؤوس الأموال، والذين غادروا هذه المرة بلا رجعة.
وفي الوقت نفسه عاد سكان غزة إلى مناطقهم، سبقهم بذلك سكان جنوب لبنان، وسيعود مئات الأسرى الفلسطينيين في سجون الكيان إلى بيوتهم، وعلى الأغلب سيلعب هؤلاء دوراً في إحياء روح المقاومة مجدداً، باعتبار أن غالبيتهم ذوو تاريخ نضالي طويل، سواء كانوا من أعضاء تنظيم حماس أو حركة الجهاد أو منظمة فتح، ومن المؤكد أن سنوات الاعتقال خلقت في داخلهم نوعاً من الانسجام سيساعد في التغلب على الانقسامات السياسية الفلسطينية، وسيكون هذا دافعاً لخلق خطاب وجهد فلسطيني موحد.
وعلى الرغم من عنجهية تل أبيب طوال الأشهر الماضية، إلا أنها خضعت لمعادلة أكبر من حجمها، فرضت عليها التوقيع على اتفاقيات إطلاق النار في لبنان أولاً وفي غزة ثانياً، وسيُفرض عليها لاحقاً الانسحاب من الأراضي السورية، وهو مشهد يُقرأ على كونه انكساراً "إسرائيلياً"، وقد ظهر ذلك بوضوح على ملامح نتنياهو خلال خطابه الأخير، الذي ظهر فيه وحيداً داخل غرفة، ومتوتراً خشية تثبيت حالة الهزيمة، التي تتوعده بالخروج من السلطة بلا تحقيق أي أهداف كان يسعى لها، إذا لم تكن نهايته السجن والمحاكمات الدولية.
ومن هنا بدت "إسرائيل" تحت سقف زجاجي هش قابل للكسر بحجارة الصمود الفلسطيني، وبسواعد أنصار القضية الفلسطينية في عموم العالم، سيما وأن "إسرائيل" باتت محل إدانات دولية أكلت رصيدها وسُمعتها بعد سيلان الخروقات الدامية، التي ارتكبتها بحق المدنيين والأطفال العزّل وارتكاب مختلف أشكال الجرائم الإنسانية.

حقوق الطبع والنشر © 2024 Video IQ