أكد الأكاديمي العراقي الدكتور محمد القريشي، أن المرحلة التي مر بها العراق، خاصة في فترات الصراع الأمني والتحشد الطائفي، كانت مرحلة مفصلية في تشكيل مفهوم الهوية الوطنية.
وأوضح القريشي في حديث له عبر برنامج "أسرار"،الذي يعرض على وكالة "فيديو الإخبارية" أنه "في ظل غياب ثقافة الدولة الحقيقية، نشأت حالة من الانقسامات التي انعكست على الخطاب السياسي في البلاد".
وأشار إلى واقعة حدثت في عام 2005 خلال زيارة رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم الجعفري، حيث استقبل في إحدى جولاته من قبل الجيش، قائلا "أهلا بالسيد"، وهو ما يعد انعكاسا لغياب التفريق بين الهوية الوطنية وهوية الحزب السياسي.
وقال القريشي: "عندما يتحدث أي مسؤول في الدولة، يجب أن يتبنى خطابا يعبر عن الدولة ككل، لا أن يتم ربطه بهوية حزبية أو طائفية معينة، لأن الخطاب الذي يتبناه أي شخص في موقع مسؤولية يجب أن يكون أعلى من الهويات الفرعية".
وأردف القريشي أن هذا الغوص في الهويات الفرعية يعزز حالة من القلق لدى مختلف المكونات العراقية، مما يؤدي إلى تأزم الوضع وتفشي الانقسامات بين أطياف الشعب.
وتابع، "عندما تكون في فضائك الخاص، لديك حرية التعبير عن هويتك، ولكن عندما تتولى مسؤولية على رأس مؤسسة من مؤسسات الدولة، يجب أن تمثل كل العراقيين، لأن الراتب الذي تتقاضاه ليس من شريحة معينة، بل هو مدفوع من جميع العراقيين".
وختم الدكتور القريشي حديثه بأن هذا التفاوت في الخطاب والممارسة بين الهوية الوطنية والهويات الفرعية يجب أن يكون محور تفكير حقيقي في بناء الدولة، ويجب أن يفهم بشكل عميق العلاقة بين ممثل الدولة والشعب.