القريشي لـ"أسرار": غياب النقد والمعارضة الحقيقية يعزز الفساد في العراق

كاتب 3 10 آذار 2025 67 مشاهدة
# #

أكد الأكاديمي العراقي الدكتور محمد القريشي، أن غياب النهج النقدي والمعارضة الفاعلة في العملية السياسية بالعراق يشكل خللا كبيرا، مشيرا إلى أن السياسيين لا يستطيعون تصحيح الأخطاء إذا كانوا جميعا متقاسمين المصالح معا. 
 
وقال القريشي في حديث له عبر برنامج "أسرار" الذي يعرض على وكالة "فيديو الإخبارية"، أن "النواب المستقلين الذين صعدوا في انتخابات 2022 تحت شعار المعارضة، فقد تبين أن 18 نائبا فقط من أصل 48 نائبا استطاعوا البقاء في هذا الدور".
 
وأوضح القريشي أن "حركة تشرين كانت حدثا مهما على مستوى بناء شعور المواطنة لدى الأجيال الجديدة، مشيرا إلى أن هذه التظاهرات لم تكن ذات خلفية إيديولوجية بل كانت مطالبة بتلبية حاجات الشعب، مثل تحسين الخدمات الأساسية". 
 
وأضاف أن "هذه الحركة كانت فرصة مهمة للطبقة السياسية لتبدأ الإصلاحات، إلا أن الأمور تطورت لاحقا نحو "صفقة القرن"، التي اعتبرها نتاجا للطبقة السياسية وليس لحركة تشرين، التي كانت تسعى لإصلاح الوضع وتخفيف التوترات السياسية".
 
وتابع القريشي قائلا بأن "حركة تشرين أظهرت القوة الشعبية في المجتمع الشيعي، لكن العقل المثقف والنخبوي لم يتفق حولها، مما جعل الإصلاحات المطلوبة تقتصر على تعزيز مواقف الطبقة السياسية نفسها." مبينا أن "المثقفين في العراق كانوا قد مروا بتجربة صعبة خلال فترة حكم صدام حسين، حيث كانوا تحت "المطرقة"، وأن تجربة مصطفى الكاظمي كانت بمثابة بداية أولى لإصلاحات لم تكتمل".
 
وأكد القريشي على أن "الوعي السياسي في المجتمع العراقي ضعيف، مشيرا إلى أنه في الدول الأخرى، تجد أن هناك جهات ومنظمات نقابية تتدخل لتحليل الاحتجاجات واتخاذ إجراءات فاعلة. أما في العراق، فبينما كانت تشرين مؤشرا مهما على وجود تهديدات للنظام السياسي، إلا أن استثمار تلك اللحظة لم يكن ناجحا في إحداث تغييرات جذرية".
 
وفي الختام، اعتبر القريشي أن "غياب المعارضة الفاعلة في النظام السياسي العراقي يعني أن جميع القوى السياسية تتبادل الأدوار دون تقديم حلول حقيقية لمشاكل الشعب، مثل توفير المياه والكهرباء، وهي احتياجات أساسية لا تزال مفقودة".

حقوق الطبع والنشر © Video IQ