مع استمرار تصاعد التوترات الأمنية في منطقة الساحل السوري، عاد "مقداد فتيحة"، المعروف بلقب "أبو جعفر"، إلى الواجهة من خلال مقطع مصور وجه فيه تهديدات قوية للإدارة السورية الجديدة، متوعدا بما وصفه بـ"المرحلة الثانية من المعركة".
وأكد فتيحة في تهديده: "لدينا العديد من الأسرى في حوزتي شخصيا، وإذا لم تنسحبوا من القرى وتوقفوا عن المجازر والانتهاكات، فسأتعامل معهم بطريقة أخرى. سنفخخ الطرقات، وسنرسل مقاتلينا بينكم بأسلحة صامتة. وقد أعذر من أنذر".
مقداد فتيحة، الضابط السابق في الحرس الجمهوري السوري الذي خدم في الفرقة 25 - إحدى أقوى تشكيلات الجيش السوري، برز بعد سقوط نظام بشار الأسد كأحد المعارضين البارزين للنظام الجديد. في رسالته، قال فتيحة: "إلى حكومة الأمر الواقع، لقد اعتديتم على أرضنا وأهلنا. قتلنا منكم أكثر من 1000 خلال ساعات بعد هجومكم على قرية الدالي، لكنكم عجزتم عن مواجهتنا، فاتجهتم نحو النساء والأطفال وحرقتم المنازل".
وكان فتيحة قد عاد للظهور في فبراير/ شباط الماضي، حيث أعلن عن تشكيل "لواء درع الساحل" من عناصر القوات الخاصة السابقة في الجيش السوري المنحل، متوعدا بمزيد من التصعيد ضد الإدارة السورية الجديدة.
في ذات السياق، أفادت تقارير محلية بتوجه العديد من المدنيين إلى قاعدة حميميم الروسية الواقعة جنوب شرق اللاذقية، طلبا للحماية وسط الأوضاع المتدهورة. كما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من داخل القاعدة، حيث سمع أحد الحاضرين يهتف: "عاشت سوريا الأسد حرة". وبعد التدقيق في هويته، تبين أنه اللواء السابق جمال يونس، رئيس اللجنة الأمنية في المنطقة الوسطى خلال حكم بشار الأسد.
تستمر هذه الأحداث في تأجيج التوترات الأمنية في المنطقة، وسط مخاوف من مزيد من التصعيد في ظل هذا الوضع المعقد.