Weather Data Source: 30 days weather Baghdad
بغداد
عاجل

الحرس الثوري إرادة لا تُقهر.. وعي الشعب يحطم قيود الفتنة ويسحق أوهام "إيران الضعيفة"

#
كاتب 3    -      51 مشاهدة
29/12/2025 | 12:14 PM

صرح المتحدث باسم الحرس الثوري الإسلامي، العميد علي محمد نائيني في إشارة إلى جهود الأعداء بعد انتهاء حرب الأيام الاثني عشر بان تركيز العدو في الوضع الراهن ينصب على الحرب المعرفية وإضعاف معنويات الشعب الإيراني ووحدته الوطنية؛ تلك الوحدة التي كانت العامل الرئيسي في هزيمة العدو في حرب الأيام الاثني عشر المفروضة، وهي الآن الهدف الرئيسي للحرب المعرفية.

واكد العميد نائيني، في مؤتمر صحفي تابعته "وكالة فيديو الإخبارية"، اليوم الاثنين، بأننا اليوم أحوج ما نكون إلى دروس يوم الله، ملحمة التاسع من دي (30 كانون الاول/ديسمبر عام 2009)، مضيفا: "يتعلم العدو من تجاربه لمواجهة النظام، ويُغيّر باستمرار أساليبه وأدواته".

وفي إشارة إلى مؤامرات الاستكبار ضد الشعب الايراني عبر التاريخ، قال: "يتم الاحتفال بالذكرى السادسة عشرة لملحمة يوم الله، التاسع من دي، في ظلّ ظروفٍ لم يتوقف فيها قادة الفتنة الأمريكية والصهيونية عام 2009 عن إثارة الفتنة والتهديدات والضغوط والمواجهة مع نظام الجمهورية الإسلامية. من جهة أخرى، يسعى العدو، الذي خاب أمله من هزائمه السابقة، ولا سيما الحرب المفروضة لمدة 12 يومًا، إلى تحويل ساحة المعركة العسكرية إلى ساحة معركة فكرية".

وفي إشارة إلى الإطلاق الناجح لثلاثة أقمار صناعية ايرانية ، صرّح المتحدث باسم الحرس الثوري الإسلامي: "يُبرهن هذا النجاح العلمي والتكنولوجي العظيم، الذي تحقق في ظلّ ظروف العقوبات الصعبة، على اعتماد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على قوة ومعرفة وإبداع الشباب الإيراني، ويُثبت أن مسيرة البلاد نحو التقدم مستمرة بقوة، معتمدةً على القدرات المحلية".
وأكد العميد نائيني على أهمية نقل الهوية التاريخية والثورية إلى الأجيال الجديدة، قائلاً: "إن النقل الصحيح لهذه الهوية يلعب دوراً حاسماً في تعزيز الوعي والوحدة الوطنية وثقافة المقاومة في مواجهة التهديدات والتحديات الناشئة".

فتنة عام 2009 وحرب الأيام الاثني عشر اختبار عظيم لتلاحم الشعب الإيراني وصموده
وفي إشارة إلى أحداث كانون الاول/ديسمبر عام 2009، صرّح قائلاً: "كان يوم 9 دي عام 1388 هـ.ش (30 كانون الاول/ ديسمبر عام 2009) حدثاً تاريخياً خالداً، ورداً شاملاً وفريداً على تهديد بالغ التعقيد والخطورة؛ ملحمة لا تزال نموذجاً حياً ملهماً وقابلاً للتكرار في مواجهة الأحداث الجديدة، وستبقى درساً يُستفاد منه على مر العصور".

واضاف المتحدث باسم الحرس الثوري الإسلامي، إننا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى إعادة قراءة الدروس والعبر والروح التي تحكم هذه الملحمة التاريخية الخالدة؛ روحٌ تشكلت على أساس الوعي والوحدة والمسؤولية والحضور الواعي للشعب.

وفي معرض مقارنته بين فتنة عام 2009 والحرب المفروضة التي استمرت 12 يومًا، قال العميد نائيني: "كانت فتنة عام 2009 والحرب المفروضة التي استمرت 12 يومًا من أهم الأحداث الأمنية والسياسية في البلاد، وقد صُممت كلتاهما كتهديدات بالغة التعقيد والخطورة بهدف الإطاحة بالنظام، ولكن بفضل حكمة قائد الثورة الاسلامية ووحدة الشعب وبصيرته، تحولتا إلى فرصة ونقطة قوة للجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وأكد على بصيرة الشعب الإيراني في مختلف المجالات، قائلاً: "شكّلت هاتان الحادثتان اختبارًا جادًا للتلاحم الوطني، ومستوى البصيرة، والمقاومة، والصمود الاجتماعي والسياسي للشعب الايراني في مواجهة عواصف الأحداث الصعبة والمعقدة؛ وهو اختبار اجتازه الشعب بكل فخر واعتزاز".

وحيّا العميد نائيني الذكرى السادسة لاستشهاد القائد الحاج قاسم سليماني (رضوان الله عليه)، وأشار  إلى أن الشهيد سليماني قد أكد بحق أن "الفرص تكمن في قلب الحروب والأزمات"، وقد اظهرت تجربة فتنة 2009 وحرب الـ 12 يوما المفروضة بوضوح صمود الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقدرتها على الصمود والاستقرار والقوة في مواجهة أشد التهديدات.

خطأ الغرب الاستراتيجي حول انهيار الجمهورية الاسلامية
وأضاف العميد نائيني، مستشهدًا بالتجارب العالمية في انهيار الأنظمة السياسية: "في كثير من الدول، يكفي وقوع حادثة واحدة من هذا القبيل لانهيار النظام السياسي، وقد استغل الغرب هذه التجارب مرارًا وتكرارًا للإطاحة بالأنظمة، أما في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لم تُسفر جميع الحوادث المهمة عن إضعافها ، بل أظهرت أيضًا تشكّل مجتمع حيوي وديناميكي ملتزم بالقيم والهوية الوطنية".

وأكد المتحدث باسم الحرس الثوري الإسلامي أن الشعب الإيراني لم ولن يكون غير مبالٍ بالدفاع عن الأمن القومي ووحدة الأراضي وهوية البلاد، موضحًا أن فتنة عام 2009 وحرب الأيام الاثني عشر المفروضة كانتا مشروعين لإضعاف إيران وإسقاطها، وقد أدى ذكاء القيادة وحضور الشعب الواعي إلى فشلهما، ليصبحا بمثابة صفحات ذهبية في تاريخ المقاومة والتلاحم الوطني لإيران.

وأضاف أن الحكومات الغربية اتخذت موقفًا علنيًا بشأن فتنة 2009، قائلا: "لقد أعلنوا صراحةً أنهم سيوفرون كل ما يلزم لإسقاط الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ وفي هذه المرحلة، كان تيار الفتنة الداخلي وأتباعه مسؤولين عن مهمة الانهيار الداخلي".

وقال: عرّفت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وحلفاؤهما العمل العسكري في حرب الأيام الاثني عشر المفروضة بأنه مقدمة للحرب الرئيسية والخطيرة، ألا وهي الانهيار الداخلي، لكنهم أخطأوا التقدير تمامًا في كلا المرحلتين، وهُزموا.

التحريض على الفتنة والانقلابات الناعمة أكثر خطورة وتعقيداً من الحرب العسكرية
وفي إشارة إلى تسمية احتفالات هذا العام بذكرى ملحمة التاسع من دي وأسبوع البصيرة وميثاق الشعب مع الولاية بشعار "يوم الله التاسع من دي، تجسيد الوحدة الوطنية"، صرّح قائلاً: "تُقام الذكرى السادسة عشرة لهذه الملحمة الشعبية في ظلّ استمرار مواجهتنا لتهديدات ناشئة، حيث يسعى العدو، بعد هزائم متتالية، لا سيما في حرب الأيام الاثني عشر المفروضة، إلى تحويل ساحة المعركة من حرب عسكرية إلى حرب معرفية ونفسية".

وأكد المتحدث باسم الحرس الثوري أن العدو اليوم يشعر بالإحباط جراء الهزائم السابقة، قائلاً: "ينصبّ تركيز العدو في الوضع الراهن على الحرب المعرفية وإضعاف معنويات ووحدة الشعب الإيراني؛ فالتماسك الذي كان العامل الرئيسي في هزيمة العدو في حرب الأيام الاثني عشر المفروضة، أصبح الآن الهدف الرئيسي للحرب المعرفية".

واعتبر أن أحد أهداف الاستكبار هو إضعاف التماسك الداخلي والوطني في البلاد، وصرح قائلاً: في الحرب المعرفية، يسعى العدو إلى إضعاف الروح المعنوية الوطنية والتماسك الاجتماعي من خلال استغلال الأحداث السياسية والاجتماعية، وتداعيات الحرب الاقتصادية، فضلاً عن تسليط الضوء على أضرار ونقاط ضعف الإدارة، في حين أن الفتن الداخلية والانقلابات الناعمة أشد خطورة وتعقيداً من الحرب العسكرية.

وأضاف، مشيراً إلى أن "البصيرة والمقاومة" هما إنجازان أساسيان في ملحمة التاسع من دي والدفاع المقدس في حرب الأيام الاثني عشر المفروضة: بدأت حرب الأيام الاثني عشر بعمل عسكري من العدو، لكن هذا الهجوم على الأمن القومي سرعان ما أيقظ الشعب الذي وقف على الفور متحدا في وجه العدو وهزمه.

*صلاة الجمعة الأولى في حرب الأيام الاثني عشر رمزٌ للتحرك في الوقت المناسب ووحدة الشعب
وقال المتحدث باسم الحرس الثوري ، في معرض حديثه عن مظاهر التماسك الاجتماعي خلال الحرب المفروضة: "الحضور الجماهيري الكبير في صلاة الجمعة في اليوم الأول من الحرب، وإدانة العدوان الصهيوني على إيران الإسلامية، كانا مثالاً على تحرك الشعب في الوقت المناسب؛ كما أن انطلاق عملية "الوعد الصادق 3" أظهر تكاتف الشعب الإيراني ودعمه للقوات المسلحة، ومطالبته بالثأر من العدو".
وأضاف العميد نائيني، مشيرًا إلى الحضور الفاعل للشعب خلال الحرب: "في اليوم الثاني من الحرب، تحوّل احتفال عيد الغدير إلى احتفالٍ بالملايين ضد الصهيونية، كما أن الجنازة المهيبة لشهداء الاقتدار، من قادة وعلماء إلى أطفال ونساء، بينت جانبا اخر من جوانب الوحدة الوطنية للشعب الإيراني".

"استسلام ايران" كان الهدف الرئيسي للعدو في حرب الأيام الاثني عشر
وشدد المتحدث باسم الحرس الثوري الإسلامي على أن الهزيمة النكراء التي مُني بها العدو انما كانت امام التلاحم الوطني للشعب الايراني وقال: هذا التلاحم يجب حمايته وتعزيزه باستمرار؛ تلاحم بُني بفضل القيادة الحكيمة والبارعة لقائد الثورة الاسلامية ومنع الأعداء من تحقيق أهدافهم.
وفي إشارة إلى أحداث فتنة عام 2009، قال المتحدث باسم الحرس الثوري الإسلامي: "في دفاعه عن جمهورية النظام، وقف قائد الثورة بحزم في وجه الفتنة، ولم يستسلم للضغوط السياسية، ولا لتأجيج الأجواء، لأن "التزوير" كان آنذاك كلمة السر للفتنة؛ كذبة كبيرة تلاشت بفضل الوحدة الوطنية، ووعي الشعب، وتدابير القيادة".
واعتبر ان الهدف الرئيسي للعدو في حرب الأيام الاثني عشر المفروضة هو استسلام إيران، لكن قائد الثورة، بثباته وحكمته وتوجيهاته القيمة، أجبر العدو على الاستسلام في ساحة المعركة وامام الهجمات الصاروخية والتلاحم الوطني للشعب الايراني، لان "إيران الضعيفة" كانت في حرب الأيام الاثني عشر شعار للعدو؛ سردية زائفة، مثل ادعاء التزوير في انتخابات عام 2009، انهارت أمام حقيقة قوة الشعب الايراني.
وأوضح العميد نائيني أن كذبة "التزوير" وسردية "إيران الضعيفة" كانتا الوظيفة الرئيسية للحرب المعرفية للعدو، قائلاً: "كان الهدف العملياتي الأهم للعدو في كلا الحادثين هو تقويض ثقة الشعب وكسر التماسك الوطني، وهو ما تم تحييده بفضل وعي الشعب ومقاومته".
وختم المتحدث باسم الحرس الثوري: "البصيرة والمقاومة هما سمتان أساسيتان وإنجازان قيّمان لملحمة التاسع من دي وحرب الأيام الاثني عشر المفروضة، ويجب الحفاظ عليهما وتعزيزهما بشكل دائم باعتبارهما المكونين الرئيسيين للقوة الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية".