حُكّام الأردن.. قَرنٌ مِن العمالة..!

کاتب ٢ 15 شباط 2025 40 مشاهدة
# #

بقلم/ خالد الثرواني 

لم تكن مصادفة أن يكون تأسيس المملكة الأردنية موازيا لتأسيس الكيان الصهيوني اللقيط على أرض فلسطين،
فهذا النظام الذي تحوّل إلى شركة خدمات أمنية لبريطانيا وبعدها الولايات المتحدة الأمريكية بل سجن كبير للمطلوبين من قبل الولايات المتحدة، حتى تحولت مؤخرًا إلى ذراع متقدمة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووزارة الدفاع “البنتاغون” لتكون هذه المملكة حائط الصد الأخير الحامي للكيان اللقيط.

في (25 مايو/ أيّار من عام 1923)، أسس البريطانيون إمارة شرق الأردن تحت حكم عبد الله بن الحسين، وفي اليوم نفسه من عام (1946) أُنشأت ما تسمى حاليا “المملكة الأردنية الهاشمية”، التي وضعت مسائلها المالية والعسكرية والشؤون الخارجية في أيدي “المقيم” البريطاني، فيما أصدر عبد الله الأول دستورًا جديدًا، وفي عام (1949) تم تغيير اسم الدولة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، واستمرار تهان جد الملك الحالي للتاج البريطاني إذ كان الحاكم العربي الوحيد الذي قبل بقرار الأمم المتحدة الخاص بتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية عام (1947)، كما كان عبد الله الأول طوال سنوات ما بين الحربين العالميتين، يعتمد على الدعم المالي البريطاني، كما ساعده البريطانيون في تشكيل قوة نخبة تسمى الفيلق العربي، ويتألف من قوات بدوية تحت قيادة وتدريب ضباط بريطانيين، وكان يقود هذه القوات السير جون باغوت غلوب الذي تولى قيادة الفيلق العربي في الفترة من (1939 إلى 1956)، وهو جيش من رجال القبائل العربية في شرق الأردن والدولة التي خلفتها الأردن. بحسب دائرة المعارف البريطانية.

أما الحسين بن طلال والد الملك الحالي، فلم يقل استسلاما للغرب بل سعى إلى تسريب معلومات استخبارية للكيان الصهيوني تخص التحركات العسكرية السورية المصرية في (أكتوبر/ تشرين الأول 1973)، إذ نشرت صحيفة “هآرتس” الصهيونية تفاصيل اللقاء الذي جمع رئيسة الوزراء الصهيونية حينها “جولدا مائير”، والعاهل الأردني السابق، فقد جرى في (الـ25 من سبتمبر/ أيلول 1973)، أي قبل أيّام من اندلاع الحرب، حيث عقد في منشأة للموساد خارج تل أبيب، وجرى اللقاء وفقا للصحيفة بطلب من الملك حسين “الذي أراد أن يكشف لإسرائيل معلومات استخباراتية حول نوايا سوريا لشن حرب لاستعادة مرتفعات الجولان” التي استولى عليها الكيان اللقيط في حرب الأيام الستة عام 1967، وهذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها عن عقد اللقاء بين مائير والملك حسين، بحسب ما كتبه رئيس مكتب رئيسة وزراء الاحتلال حينها إيلي مزراحي، والذي أشار للملك حسين بلقب “ليفت” أي “المصعد” أو “الرافعة” للتغطية على هويته، إذ ذكرت حرفيًا “أخبرنا ليفت خلال المحادثة أنه تم إبلاغه من مصدر فائق الحساسية أن جميع الاستعدادات بخصوص عملية سورية قد اكتملت، وأن جميع الوحدات كانت في مواقعها بالفعل لمدة يومين بما في ذلك القوات الجوية والصواريخ”، وأن هذه “الاستعدادات كانت تحت غطاء التدريبات.

ولكن حسب المعلومات التي وصلت سابقا من الواضح أن هذه تحضيرات لمواقع الإطلاق”، فيما تشير صحيفة هآرتس إلى أن هذا هو “التحذير الثالث خلال ثلاثة أشهر الذي وجهه الأردنيون لإسرائيل قبل الحرب، ومع ذلك فقد فشلت أيضا في إقناع الحكومة بالاستعداد”.

وفي العام (1970) حرك الملك الأردني جيشه لمواجهة المنظمات الفلسطينية التي كانت تتخذ لها من الأردن قواعد عسكرية ومكاتب إدارية وسياسية وإعلامية ما أدّى إلى خروج المقاومة الفلسطينية المسلّحة إلىلبنان، ليكمل تخادمه مع الاحتلال والهيمنة الغربية في عام (1994).إذ وقع اتفاقية وادي عربة التي نصت على اعتراف الأردن رسميا بـ”إسرائيل” وإقامة علاقات دبلوماسية وأمنية واقتصادية بينهما والتطبيع  الكامل بصورة علنية بعد عقود من العلاقات السرية والتخادم المخفي وليكون مكلّلًا لمشروعه القديم المسمى “النقاط الست” الذي أعلن عنه في (10/ 4/ 1969) أمام نادي الصحافة الوطني بالعاصمة الأمريكية واشنطن.

أما نجله عبد الله وهو ابن “منى غاردنرز” ابنة ضابط بريطاني ففاق والده بتقديم الخدمات للاحتلال الإسرائيلي وراعيته الولايات المتحدة الأمريكية، فعمد إلى محاصرة الضفة الغربية ومنع مساعدة المقاومين هناك بأي سلاح أو ذخيرة، إضافة إلى تحويل أرض الأردن لمعسكر أمريكي بريطاني كبير لحماية الكيان الصهيوني بل شارك هو أيضا في حماية الكيان عبر إسقاط المسيرات والصواريخ الإيرانية التي هاجمت الأراضي المحتلة في ليل (13 أبريل/ نيسان وحتى فجر 14 منه 2024) والتي جاءت ردًا على قصف السفارة الإيرانية في دمشق، وكذلك في الأول من شهر (أكتوبر/ تشرين الأول عام 2024) ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وأسقط تلك الصواريخ على شعبه بالشراكة مع الطيران الغربي!

فيما عمد بعد ذلك إلى اسقاط مساعدات من الجو على قطاع غزة الذي تعرض الى إبادة جماعية فقتل من الغزاويين بصناديق المساعدات أضعاف ممن ساعدهم.

لم يكتفِ “عبد الله الثاني” بذلك بل واجه التظاهرات التي كان يخرج بها الشعب الأردني نصرة لفلسطين وغزة بالقوة الغاشمة ووضع قواته المسلحة حاجزا بين حدود فلسطين المحتلة والأردن كما وقف حاميا للسفارة الصهيونية في عمان لمدة عامين أمام غضب الشعب الأردني إزاء المجازر التي ترتكبها الأسلحة الامريكية بأياد صهيوني في قطاع غزة.

“ملك البندورة” او “رامبو العرب” هذه التسميات شباب العربي اطلاقها على الملك الأردني بعد نشره مقاطع مصورة وهو يطلق الرصاص الحي مع نجله في مناورات مفترضة،

لكنه تجمد مستسلما أمام أوامر الرئيس الأمريكي المتضمنة تهجير الفلسطينيين الى الأردن ومصر، فباع الملك الأردني فلسطين على الهواء مباشرة بعد ضغط اعلامي خططت له إدارة المكتب البيضاوي فقاوم الملك الأردني برعشة وتقلص..

هذا لعمري أعلى درجات المقاومة التي من الممكن أن يبديها زعيم باع جده فلسطين وساعد أبيه المحتلين وطبع معهم ليكمل هو الصفقة ويطلق الرصاصة الأخيرة على أرض وشعب وسماء اسمهم فلسطين، ولن يفلحوا.

حقوق الطبع والنشر © 2024 Video IQ