من لم يكن بالقاعدة لا مكان له في سوريا..!

کاتب ٢ 17 شباط 2025 49 مشاهدة
# #

بقلم/ نعيم الخفاجي 

‏ليس بالأمر الجديد، تقوم العصابات الاجرامية لتنظيم القاعدة، التي سيطرت على الحكم بسوريا، من خلال الدبابة التركية الاردوغانية، تقسيم المجتمع السوري ، إلى فئات وطبقات، ويقسمون الناس، جزأ كبير كافر، وقلة قليلة مؤمنة، لهم الدنيا والجنة بالحياة الآخرة.

هذه العصابات التي تُمارس القتل بحق الأقليات المسلمة من الشيعة والأقليات الدينية مثل المسيح والايزيديين، بل هذه العصابات الاخوانية الوهابية التكفيرية، يمارسون الإقصاء بحق من يختلف معهم من أبناء السنة بل وحتى مع أبناء مذهبهم ودينهم الوهابي.

خلال متابعاتي، لتصرفات الحركات الإخوانية التكفيرية بالوضع السوري على سبيل المثال، نصبوا أنفسهم ان يعطون الإيمان والجنة والنار، لكل مواطن سوري حسب ما هم يعتقدون بعقائد فاسدة ليست من القرآن، والأغرب من ذلك يعتبرون كل مواطن سوري لم يشارك بالإرهاب والقتل بحقبة الإرهاب بالربيع التكفيري الاخواني، يعتبرون كل لم ينخرط بصفوف الجماعات الإرهابية، مواطن يحق لهم محاسبته، وينزلون بحقه أقسى العقوبات من سبي وسلب الأموال ومصادرة الممتلكات، وخطف الفتيات بحجة ملك يمين.

هذه الاعمال الوحشية، لم تأتي من فراغ، بل تمثل مصداق حقيقي، للأفكار التكفيرية إلى ابن تيمية العالقة في أذهانهم التكفيرية، والتي تتنافى مع قيم العدالة والمواطنة والعدالة والمساواة في مجتمع سوري متعدد الطوائف، الانتقام عندهم عمل مستحب يقربهم من الله عز وجل، من لا يؤمن بفكر الجولاني السفياني الأحادي، يبيحون ماله ودمه، عندهم الحوار وفق منطق اسلم تسلم، لا يقبلون الحوار وفق منطق قبول التعددية بالمجتمع السوري.

الشعوب العربية لا تحكمها أنظمة منتخبة من الشعوب وفق مؤسسات دستورية، لا يوجد بالشرق الأوسط مفهوم دول مثل ما نراه في دول في أوروبا، أنظمة يحكمها أشخاص وعوائل ، بالحالة السورية الحالية زعيم عصابة دينية أصبح رئيس انتخبه زعماء عصابات تابعة للقاعدة وداعش،

سابقا كان الشعب السوري يصفق إلى حسني الزعيم وإلى امين الحافظ وإلى حافظ الأسد وإلى بشار الأسد، زرت سوريا بتسعينيات القرن الماضي، إياك أن تتكلم اي كلمة ضد النظام أمام اي مواطن سوري يلقي عليك القبض ويسلمك إلى أجهزة الأمن السورية،

في يوم وفاة حافظ الأسد رأينا الشعب السوري خرج بمسيرات مليونية يتقدمهم مشايخ اهل السنة وهم يبكون على رحيل الأسد، حتى احد الاخوة سأل المرحوم السيد محمد حسين فضل الله على الإجماع الوطني المليوني السوري بالالتفاف حول القيادة السورية، التفت اليه وقال له نفس هذه الملايين يستغلها الإعلام لتحريكهم ضد النظام نفسه،

الشيء الذي عجبني، استاذي دكتور سوري درسني أعلام، شخصية محترمة، كان لا يجرا يضع لايك على اي منشور ضد الأسد، لكن المصيبة بعد سقوط الأسد، وتصدر الجولاني المجرم لسدة الحكم، تحول إلى بطل شجاع، كان ينادي بالحرية والأخوة، تحول الى جلاد تكفيري مجرم يبرر قتل وابادة الأقليات، بل قام يكتب أسماء زميلات له من الطائفة العلوية في جامعات دمشق وتشرين وحمص وحلب، يحرض على قتلهن، تحول من استاذ جامعي معتدل ، إلى شخص شرير يقمع الحريات المشكلة ليست بمن يحكم بل بطبيعة الشعوب والبيئات المجتمعية الحاضنة.

ناشط سوري اسمه سام بمنصة x كتب التغريدة التالية( ‌‎المشكلة الكبرى حينما تكون لهذه الفئات سلطات قيادية سواء في الجانب العسكري والسياسي او الإعلامي ويحاولون الترويج لأفكارهم بمنطق القوه والبطش متناقضين حتى مع الشعارات التي كانوا يتشبثون بها طيلة الفترة السابقة وهذا يدل على ان ايمانهم بتلك الشعارات زائف وليس حقيقي).

الكاتب والصحفي السوري محمد هويدي كتب( ‏المجازر التي ارتكبتها جبهة النصرة في عدة مدن سورية لم تكن أقل بشاعة من مجزرة الحولة، فهل سيُحاسب المسؤولون عن هذه الجرائم، أم أن الأمر سينتهي بعبارة عفا الله عما سلف ونحن ولاد اليوم) .

ميا معلقة سورية كتبت (‏قال ثورة سلمية، الإرهابي موسى العمر، مستشار الجولاني للشؤون الإعلامية ‎خدعوكم فقالوا من يحرر يقرر وان السوريين حرروا بلادهم
من من؟ وعلى يد من؟هنا يحكي لكم الحقيقة في احدى حلقاته المنبر السوري ويقول لكم ان من كان يحاربهم الجيش السوري بعهد بشار الأسد هم عناصر تنظيم القاعدة واخوانهم الارهابيون).

لو كانت دساتير حاكمة في سوريا والعراق وليبيا والجزائر ودول الخليج وبقية الدول العربية، لما سالت كل هذه الدماء، ولما سيطر أشخاص وفئات طائفية وقومية وقبلية على رقاب أبناء الشعوب العربية، تبقى شعوب العرب تحكمهم أنظمة فاسدة مجرمة، تسمى دول والحقيقة عكس ذلك، لا يوجد شيء اسمه دولة بالمفهوم المتعارف عليه من زمن أفلاطون وإلى يومنا هذه، مع خالص التحية والتقدير.

حقوق الطبع والنشر © 2024 Video IQ